إطلاق برنامج «إرادة» لتشغيل المواطنين من ذوي الاحتياجات، مشروع يُعنى بالإنسان أياً كان، مشروع يقدم الوطن للمواطن وعاءً حامياً وراعياً، ومدافعاً عن حقوقه ومحققاً لآماله وأمنياته، وفاتحاً أمامه آفاق المستقبل الزاهية المزهرة المثمرة، والمؤكدة لذاته، وحقه في العيش على أرضه هانئاً مطمئناً بلا عناء، لا شقاء ولا ظمأ ولا شظف. مشروع «إرادة» اتجاه نحو السلامة، واستقامة الرأي والرؤية، صحة المسعى لإقامة وطن يشترك فيه الجميع على مائدة الخير والعطاء، والاستفادة من مقدراته وطاقاته وإمكاناته. ذوو الاحتياجات الخاصة أفراد من المجتمع، وجزء منه وهم أبناؤه، فإذا هم فقدوا حاسة من الحواس، فإنهم يمتلكون طاقات هائلة ومذهلة في عقولهم، وعزيمتهم وإراداتهم وقدراتهم وإمكاناتهم التي لا تقل بأي حال من الأحوال عن سواهم. ذوو الاحتياجات يستطيعون أن يقدموا للوطن ما يحتاجه ويستطيعون أن يكونوا إضافة جيدة، ترفد الوطن بالازدهار والنمو والتطور والعطاء. ذوو الاحتياجات الخاصة يجب أن نخصهم بالاهتمام والرعاية، ونفتح أمامهم الفرص لينخرطوا في مجال العمل، ويشاركوا إخوانهم من أبناء الإمارات في بناء الوطن وتشييد أركانه، ليمضي الجميع نحو غايات النجاح والظفر بمستقبل مشرق مزهر، مبهر، يفرح به الجميع دون استثناء. وتوفير فرص العمل لهذه الشريحة الهامة يمنحها القدرة على تجاوز الحاجة إلى الآخرين، وتحقيق الذات من خلال لقمة عيش كريمة، تنبت من عرق الجبين وكد السواعد، وجهد العقول. ومهما توفر الخير، ونعمت البلاد بالثروة، فإنه لا يمكن أن يظل الوطن مجرد بئر يتم الغرف منه دون بذل الجهد، فهذا الوطن أيضاً بحاجة إلى أبناء، ومن جميع الفئات والشرائح، لكي يساهموا في تطوره، ويرعوا رقيه بجهود مخلصة، وفرص عمل توفر للجميع دون استثناء، حتى يصبح الجميع شركاء في البناء، وأعضاء جسد واحد، يتنادى بعضهم البعض من أجل التكافل والتكافؤ، وإطفاء حريق الحاجة بعرق الاجتهاد، والبذل والتعب. فوطن يريد أن ينمو نمواً صحيحاً، لابد أن يصحح مساره من خلال تصحيح الرؤية في التعامل مع فئاته المختلفة، وجعل الجميع على حد سواء في الواجبات والحقوق، وألا نجعل بعضنا ضعيفاً ينتظر الشفقة وآخر قوياً يمد يد المساعدة، حسب الحاجة. وطن يريد أن يتباهى بأبنائه، لابد أن يجعلهم في كفة واحدة، وميزان واحد، حتى يتساووا في تقديم الواجب الوطني دون منة أو تردد. فرحة ذوي الاحتياجات الخاصة بـ «إرادة»، سترفع من إرادتهم، وتزيح عن عاتقهم الإحساس بالنقص والحاجة إلى الآخر.