مازالت كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد ماثلة في ذاكرة الجميع حين قال بكلمات موجزة وذات دلالة « لا خير في مال لا يسعد أهله ، إن هدفي في الحياة أن أرى أبناء الامارات يعيشون في أفضل المستويات المعيشية ..» كان ذلك أثناء زيارته لنماذج المنازل التي أنجزتها مؤسسة محمد بن راشد للإسكان نهاية الشهر المنصرم ، تذكرت كلمات رئيس الوزراء وفرحة الكثيرين بها وبالمنازل التي انتظروا حصولهم عليها بفارغ الصبر حين حدثتني سيدة من مواطني إمارة دبي عن انتظارها لخمس سنوات متواصلة للحصول على منزل من هذه المنازل لتفاجأ في النهاية بأنها كانت تنتظر سرابا لا أكثر . ففي العام 2005 حين تأسست المؤسسة وكلفت من قبل الشيخ محمد بن راشد بالاضطلاع بمهمة توفير المسكن الملائم للمستحقين من المواطنين تقدمت هذه السيدة بهدف الحصول على منزل ، السيدة مطلقة أولاً ولا تمتلك منزلا خاصا بها وهي لا تمتلك الى جانب ذلك أي ميزة أخرى كرقم سيارة أجرة مثلا أو معاشا من الشؤون الاجتماعية أو مزرعة في العوير أو مصطبة في سوق السمك أو أي نوع من الرخص التجارية التي استخرجها الكثير من المواطنين وتعيشوا من وراء تأجيرها ، كما أنها لم تكفل أحدا ولم تبع كفالتها لأي آسيوي طوال حياتها ، هي من هؤلاء المتكففين والواعين بقضية أن الوطن نحبه ونحميه ونستظل به لا أن نتربح منه أو نتاجر به أو .... ! عملت هذه السيدة معلمة في بداية حياتها العملية بعد تخرجها في جامعة الإمارات ، ثم أكملت مسيرتها كموظفة في وزارة التربية لحين حصولها على التقاعد ، تحصل على مرتب تقاعدي لا يتناسب مع طفرة الحياة ومرتبات كثير من أبناء وبنات جيلها لكنها قانعة به على أية حال ، تزوجت ثم انفصلت وأكملت حياتها مع أسرتها المكونة من عدد من الاخوات والاخوة ووالدتهم ، وحين تقدمت للبرنامج لم يقل لها أي موظف أنها لا تملك حق الحصول على المنزل بل على العكس فقد استلم الموظفون أوراقها كاملة ثم صاروا يطالبونها بتحديث بياناتها عاما إثر آخر ، ومعروف ما يمكن أن تتعرض له سيدة محافظة من المضايقات والحساسيات في أروقة المحاكم وأمام القضاة والشهود كي تحصل على إقرار بأنها لم تتزوج أو لم تحصل على منحة أو أي شيء من الحكومة ، ما يعني استحقاقها للمنزل !! لم تعترض هذه السيدة على كل ماتقدم لعلمها بأن ذلك يدخل ضمن اشتراطات الحصول على المسكن وبأنها كغيرها يتوجب عليها المرور بهذه الإجراءات ، لكنها وبعد كل هذه المعاناة وبعد مرور السنوات وحين دقت ساعة الحصول على المنزل جوبهت بإدارة المؤسسة تقول لها ببساطة إنها لا تنطبق عليها الشروط ، وبأنها تمتلك سكنا مع عائلتها وبالتالي فهذا يمنع منحها منزلا من قبل المؤسسة .. هل هذه النتيجة مرضية فعلا لأي منا اذا كان في مكان هذه السيدة ؟ هل يمكن لأحد موظفي أو مديري مؤسسة محمد بن راشد أن يقبل بهذه النتيجة لنفسه أو لأحد أفراد عائلته مثلا ؟ لا أعتقد بأن الإجابة ستكون نعم على أي سؤال مما سبق !! للعلم فإن هذه السيدة تعيش مع عائلتها كما ذكرت في منزل اشتركوا في شرائه بأنفسهم وتتوزع ملكيته على الجميع وقد يقررون بيعه في اية لحظة في حال زواجهم أو لأي ظرف كان .. إذن فما هو حال هذه المواطنة ساعتها ؟ بانتظار إجابة السادة مسؤولي المؤسسة الموقرة . ayya-222@hotmail.com