كأنها مشهد من ألف ليلة وليلة·· أو كأنها أسطورة علي بابا الشهيرة·· فقد فتح سمسم البوابة·· بوابة الانتصارات الجزراوية·· وإذا كانت البداية بالذهب·· ففي الطريق الياقوت والمرجان بإذن الله· أروع ما في الانتصار ظروفه وتوقيته· أروع ما في الانتصار أنه جاء من خلال ملحمة غاية في الإثارة والغرابة· أروع ما في الانتصار أنه الأول·· فهو أشبه بالابن البكر الذي يظل مدللاً وكبيراً ومهاباً· كرة القدم مع الجزيرة أعلنت الصلح والمصالحة·· ومن فرط الروعة كانت كأنها تعتذر على تأخير الإنجاز·· إنجاز إحراز البطولة التي كان يستحقها الجزيرة على أي مستوى منذ ثلاثة مواسم على أقل تقدير· يوم المباراة قلت ما كنت أعتقده ·· فالفريق العنكبوتي أصبح حاضراً بخبرته·· فكانت هذه المرة ليست ككل المرات السابقة·· إنها بطولة مختلفة في المشهد والأثر والإنجاز الكبير· حققها الجزيرة فلم تفرح جماهيره فحسب·· بل فرحت الإمارات كلها عن بكرة أبيها من الجنوب إلى الشمال ومن الشرق إلى الغرب· لقد كانت في مذاقها أشبه بـ''خليجي ''18 الذي بدأ به أبناء الإمارات أول لقب خليجي على صعيد المنتخبات في يناير (2007) وجاء الجزراوية ليحصدوا لقباً خليجياً هو الأول من نوعه لهم·· وفي أي يوم، في اليوم الأخير من (2007)·· حتى تكون ليلة رأس السنة دائماً ليلة لاحتفالات كل الدنيا من ناحية عامة وللجزراوية من ناحية خاصة· أغلى الألقاب هو ذلك الذي يرتبط بمناسبات وذكريات·· وجاء اللقب الجزراوي من هذا الصنف·· ويكفيه أنه حققه ليلة رأس السنة، وكأن الدنيا كلها كانت تفرح معه وتغني من أجله ومن أجل إنجازه· مبروك لكل الجزراوية الذين أكدوا أنه مهما طال الصبر فلابد وأن يأتي الفرج·· وأن لكل مجتهد نصيبا ولو طال الانتظار· يقيني أن هذا الانتصار الذي دغدغ المشاعر في الملعب وخارج الملعب سيكون له أثر مدو في مسيرة الجزيرة القادمة سواء في الداخل أو الخارج·· ومن الآن فصاعداً كتب الفريق شهادة معطرة بالعرق والجهد والصبر·· شهادة فريق بطل· آخر الكلام: أروع ما قرأت بالأمس كان من حسن الطالع على صفحات ''الاتحاد الرياضي'' الذي تحولت صفحاته إلى ما يشبه ملعب الإنجاز·· ملعب الانتصارات·· العزيز باسمه· أروع ما قرأت تلك التصريحات التي أدلى بها ''المنصور'' سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان وزير شؤون الرئاسة عندما قال إن صاحب السمو رئيس الدولة أول من بشّر، وأن ''أم الإمارات'' أول من هنأ·· الله الله يا جزراوي·