اكتمل فرسان المربع الذهبي لكأس صاحب السمو رئيس الدولة، حيث صعد من يستحق، وذلك على الرغم من أن مباراة واحدة في دور الثمانية، لعبت فيها القرعة والظروف لعبتها، فوضعت الوصل في مواجهة الأهلي، ليخرج الأخير، فيما كانت بقية المباريات بين متناقضين إن جاز التعبير، وفي الوقت الذي تركنا الباب مفتوحاً لمفاجآت قد تحدث، فقد انصاعت الكرة لما تنصاع إليه عبر تاريخها الطويل، ودانت للكبار، وحتى بطل الكأس وهو فريق الإمارات، لم يكن بالرهان الكبير، فخرج أمام الجزيرة، فيما عبر الشباب فريق الذيد بسهولة، وهكذا كان حال الوحدة مع مسافي.
وبصعود الأربعة الكبار، فقد انطلقت البطولة الحقيقية، في انتظار مواجهتين من العيار الثقيل، تجمع واحدة منهما، الجزيرة مع الشباب، فيما يلعب الوحدة مع الوصل، ولا خلاف على أنهما مباراتين تفصحان عن إثارة منتظرة، وفي الوقت الذي ينظر فيه الكثيرون إلى العنكبوت الجزراوي، على اعتبار أن سطوته في الدوري قد ترافقه في الكأس، إلا أن الأمر ليس كذلك على الإطلاق، ولمسابقة الكأس خصوصيتها التي منحتها تفردها على مدى السنوات الماضية، ومنحتها أيضاً مفاجآتها التي كان آخرها إنجاز الصقور التاريخي في الموسم الماضي، حين صعد على منصة التتويج، وهو في طريق الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى.
وبالطبع لا أريد هنا التوقف عند الكبار القادمين من دوري المحترفين، والذين انصاع لهم الموقف، وإنما يعنيني أكثر أولئك الذين ودعوا، غير أن وداعهم وعلى الرغم من قوة المنافسين، كان بصعوبة لا تعبر عنها الأهداف التي منيت بها شباكهم، وهو ما دفع كافة المدربين الذين انتصرت فرقهم للتأكيد على قوة من واجهوهم واحقيتهم للتأهل معهم إلى هذه المرحلة، فلا مسافي كان سهل المراس أمام الوحدة، وإنما كافح قدر المستطاع وقدم الكثير من فنون الكرة، وأكد أن لديه طموحاً ربما يكون له مردود أكثر في دوري الأولى، وكذلك كان حال الذيد مع الشباب، للدرجة التي دفعت بوناميجو للتغزل في المنافس والتأكيد على قوته.
أما الإمارات حامل اللقب، والذي تجرد منه أمام العنكبوت، فيستحق الوقفة الأكبر، فهو وإن كان من فرق الدرجة الأولى، إلا أنه سيمثلنا في البطولة الآسيوية، وعلى الرغم من خسارته بصعوبة، فقد قدم عرضاً رائعاً، وكانت المباراة اختباراً كبيراً وحقيقياً للفريقين معاً، فقد اختبرت قوة الجزيرة على عبور المواجهات المصيرية، كما كانت اختباراً كبيراً للإمارات الذي لم يدخل في اختبار من هذا النوع منذ فترة.
ونقول إن الإمارات كان اختباراً قوياً لطموحات الجزراوية حتى في الدوري، لأن أي طرف آخر غير الصقور، لم يكن ليظهر بالصورة التي ظهروا بها، فلم يكن لديهم ما يخسروه، وهم أصحاب اللقب، وهم الذين يخوضون دوري الأولى وعيونهم على عالم كانوا يرون أنفسهم الأحق بالتواجد فيه.
ولكن على الإمارات أن يعلم أن دوري أبطال آسيا، ليس مباراة وتمضي، وإنما هو سلسلة من المواجهات، ونحن بالطبع لا نطلب من فريقنا الواعد أن يتوج بلقبها، وإنما أن يعلم أنه أيضاً سفير لنا، ننظر إليه كما ننظر إلى الجزيرة والوحدة والعين، وعليه أن يدرك ذلك، وألا يخوض البطولة وفي فكره أنه من الدرجة الأولى، وإنما باعتباره بطلاً لأغلى البطولات.
كلمة أخيرة:
من يريد البطولات وإثبات الذات.. يظهر دائماً وليس فقط في المناسبات. 


mohamed.albade@admedia.ae