لعلها ليست مصادفة أن يسقط تمثال الكتاب الأخضر قبل صور الزعيم، كما يحدث في الثورات الشعبية، لما يمثله هذا الكتاب عن بديل للدستور الليبي، والذي كثيراً ما تباهى به القذافي وأهداه لكل زوار ليبيا، وترجمه إلى لغات العالم ولهجات أفريقيا، وأدرجه في مناهج التعليم، والمقررات الدراسية في المعاهد والكليات، وحفظه الشعب عن ظهر قلب، لأن حفظه دليل الولاء والوطنية والثورية، ولأنه أهم من كتبه الأخرى كالكتاب الأبيض ومجموعتين قصصيتين هما: “الأرض الأرض القرية القرية وانتحار رائد الفضاء” و”تحيا دولة الحقراء” وقد تم نقشه على قطع الرخام، ودفنت في بقاع مختلفة ليتم الكشف عنها كأثر أو رقيم قديم في العهود التاريخية المقبلة.
وستدركون لما يحيط العقيد نفسه بحارسات عذراوات لأمنه الخاص؟ واللائي يزدن على 300 مجندة في كتيبة “العائشات” فجميعهن يتسمين باسم ابنته عائشة، ويميزهن بأرقام كعائشة 175 مثلاً، وأنقل لكم صفحتين “154-155” من الكتاب الأخضر الذي لوّن كل شيء في ليبيا بلونه من الساحات والعلم وربطات عنق الموظفين ومعاطفهم، بالنص والرسم من الفصل الثالث، في الركن الاجتماعي للنظرية العالمية الثالثة:” لماذا لم يُخلق رجال فقط.. ولماذا لم يُخلق نساء فقط.. ثم ما الفرق بين الرجال والنساء، أي بين الرجل والمرأة، لماذا الخليقة اقتضت خلق رجل وامرأة؟.. إنه بوجود رجل وامرأة وليس رجل فقط أو امرأة فقط. لابد أن ثمة ضرورة طبيعية لوجود رجل وامرأة وليس رجل أو امرأة فقط، إذاً، كل واحد منهما ليس هو الآخر... إذاً، هناك فرق طبيعي بين الرجل والمرأة، والدليل عليه وجود رجل وامرأة بالخليقة، وهذا يعني طبعاً وجود دور لكل واحد منهما يختلف وفقاً لاختلاف كل واحد منهما عن الآخر، إذن لابد من ظرف يعيشه كل واحد منهما يؤدي فيه دوره المختلف عن دور الآخر، والمختلف عن ظرف الآخر باختلاف الدور الطبيعي ذاته. ولكي نتمكن من معرفة هذا الدور.. لنعرف الخلاف في طبيعة خلق الرجل والمرأة.. أي ما هي الفروق الطبيعية بينهما؟ المرأة أنثى، والرجل ذكر...والمرأة طبقاً لذلك يقول طبيب أمراض النساء.. إنها تحيض أو تمرض كل شهر، والرجل لا يحيض لكونه ذكراً فهو لا يمرض شهرياً “بالعادة”. وهذا المرض الدوري، أي كل شهر هو نزيف..أي أن المرأة لكونها أنثى تتعرض طبيعياً لمرض نزيف كل شهر، والمرأة إن لم تحض تحمل، وإذا حملت تصبح بطبيعة الحمل مريضة قرابة سنة.. أي مشلولة النشاط الطبيعي حتى تضع، وعندما تضع أو تجهض فإنها تصاب بمرض النفاس وهو مرض ملازم لكل عملية وضع أو إجهاض. والرجل لا يحمل وبالتالي لا يصاب طبيعياً بهذه الأمراض التي تصاب بها المرأة لكونها أنثى. والمرأة بعد ذلك تُرضع..”!


amood8@yahoo.com