ترسخ الزيارات الميدانية التي قام بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مفهوم الأسرة الواحدة المتحدة الذي يترجمه مجتمع الإمارات، وتعبر هذه الجولات والزيارات لمنازل المواطنين ولقائهم بشكل عفوي وقوي، عن روح التلاحم وعمق الصلة، والترابط المتين بين القيادة والشعب، القيادة التي نذرت نفسها، وجهدها، وكل ما تملك في سبيل إسعاد الشعب الذي يلتف حول قيادته.
إن الكلمات الصادقة التي قالها الشيخ محمد بن زايد خلال لقائه جموع الموطنين من أبناء الإمارات كافة، في مجلسه العامر بمدينة الذيد بالشارقة، والذي تحول إلى برلمان شعبي مفتوح، تعبر بصدق عن توجيهات قيادة الدولة الرشيدة في ظل قائد مسيرة التمكين والخير الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، عندما قال إن قيادة البلاد لا يشغلها شاغل سوى تحقيق طموحات وتطلعات أبناء الوطن، أينما كانوا، وإن برامج ومبادرات رئيس الدولة تستهدف تمكين المواطنين من المشاركة في مسيرة التنمية والبناء الشاملة التي تشهدها الدولة، وخدمة المجتمع.
هذه الكلمات، التي تتجدد اليوم هي برنامج عمل للقيادة والحكومة، والمتابع لمسيرة الدولة منذ تأسيسها، يجد أن العمل على تحقيق طموحات المواطنين، وتوفير سبل العيش الكريم لهم، هو الشغل الشاغل لقيادة الدولة، وحكومتها التي تنفذ رؤية القيادة في هذا السبيل، الذي نراه اليوم في إماراتنا يتحدث عن نفسه في كل مناحي الحياة، وهذه الثمار الطيبة التي يجنيها المجتمع اليوم هي نتاج طبيعي لهذه السياسة الرشيدة، التي كرسها قبل أكثر من أربعين عاماً، المغفور له والدنا الشيخ زايد، القائد الأب والمؤسس للدولة، عندما قال “لا فائدة للمال إذا لم يسخر لخدمة الشعب”.
إن الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان اليوم يواصل ترسيخ هذه السياسة الحكيمة، والأبوية تجاه العائلة الإماراتية الكبيرة، من أقصى الدولة إلى أقصاها، والمشاريع العملاقة التي أطلقها قائد المسيرة حفظه الله منذ أكثر من ثلاث سنوات، وبدأت ترى النور على امتداد الوطن، وتتحدث عن نفسها في ظل اتحاد الإمارات، تعبر عن إيمان القيادة، وتترجم توجيهاته في أن المواطن هو الأساس، وهو المرتكز الرئيس لمسيرة التنمية الشاملة التي تشهدها البلاد.
المشهد الوطني، الفريد والرائد الذي جسدته زيارات الشيخ محمد بن زايد، ولقاءاته مع المواطنين في أنحاء البلاد ما هو إلا تعبير حقيقي، عن المسيرة الوطنية التي انطلقت في الإمارات، منذ أكثر من أربعين عاماً، وقدمت للمنطقة والعالم، نموذجاً متفرداً في العطاء والعمل الوطني والتلاحم، والتكاتف بين القيادة والشعب، وقبل ذلك الحب الكبير الذي يسكن القلوب لتراب هذا الوطن الحبيب، فالإمارات سكنت وتسكن قلوب أبنائها، قبل أن يسكنوا هم فيها، هذه المعادلة الوطنية الأصيلة كونت الإمارات، وهي اليوم تعطي للجميع بسخاء، وتقدم كل يوم النموذج في التلاحم والتراحم والحضارة.


m.eisa@alittihad.ae