لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع أن تأتي مشاركة الأبيض الإماراتي في تصفيات كأس العالم بكل تلك السلبية، حيث كان المنتخب هو «الحلقة الأضعف» بين المنتخبات العشرة، وأول المودعين والوحيد الذي أنهى المهمة برصيد نقطة واحدة. وبدلاً من البكاء على اللبن المسكوب لابد من الاعتراف بما يلي: أولاً: أن تأهل المنتخب للمرحلة الحاسمة لم يكن مقنعاً على الإطلاق، حيث صعد بفارق هدف واحد عن سوريا، ولولا ستر ربك، لأحرز المنتخب السوري هدفاً رابعاً تأهل به بدلاً من الأبيض الإماراتي. ثانياً: أن المنتخب طوال مشواره بالتصفيات أي منذ مباراته مع فيتنام على ملعبها وحتى مباراته الأخيرة مع إيران «16 مباراة» لم يكسب سوى فيتنام والكويت فقط، بينما خسر أمام إيران وسوريا وكوريا الشمالية وكوريا الجنوبية والسعودية. ثالثاً: إن المنتخبات الأخرى تعاملت في المرحلة الحاسمة مع منتخب الإمارات على أنه فرصة لزيادة رصيدها من النقاط وتعزيز مواقفها. عندما فازت كوريا الشمالية في أولى مبارياتها مع الإمارات تضاعف أملها في المنافسة، وها هي الآن تلعب مباراتها الأخيرة مع السعودية يوم الأربعاء المقبل، والفائز منهما يصعد لكأس العالم. وعندما فازت السعودية على الإمارات صححت موقفها مع التعادل على ملعبها مع إيران، وواصلت مشوارها وجمعت حتى الآن 11 نقطة ويكفيها الفوز على كوريا الشمالية لتحقق الحلم المونديالي الخامس. وعندما فازت كوريا الجنوبية على الإمارات بملعب النصر تأهلت لنهائيات كأس العالم للمرة الثامنة. وعندما فازت إيران أول أمس على الإمارات تجدد أملها في المنافسة على التأهل في حال فوزها على كوريا الجنوبية في سيؤول وتعادل السعودية مع كوريا الشمالية. وهكذا استفادت كل المنتخبات من مبارياتها مع المنتخب الذي لم يترك أي بصمة خلال التصفيات. وعموماً فإنه لابد من استيعاب دروس المشاركة المونديالية الهزيلة، ونبدأ على الفور في ترتيب كل الأوراق من جديد، بعد أن أثبتت التجارب السابقة، بما فيها نهائيات أمم آسيا 2007 وتصفيات كأس العالم، وبينهما «خليجي 19» أن الفوز بلقب «خليجي 18» لم يكن سوى لحظة استثنائية توفرت لها كل عناصر النجاح، التي غابت عما عداها من مشاركات، فلم يحقق المنتخب أدنى طموحات جماهيره. ومهمة تصحيح الأوضاع لن تكون سهلة بأي حال من الأحوال ولابد من بذل أقصى الجهد حتى يستعيد الأبيض ثقة جماهيره التي تعيش حالياً حالة من اليأس دفعها للعزوف عن حضور المباريات ومؤازرة اللاعبين. وإذا كانت الحقبة الفرنسية قد انتهت فيما يتعلق بتدريب المنتخب، فإن أملاً يحدونا في أن يحالف اتحاد الكرة التوفيق في الاستقرار على جهاز فني كفء يعيد ترتيب الأوراق من جديد ويضع المنتخب على الطريق الصحيح، أملاً في مستقبل أفضل، بعيداً عن كل هذا الكم من الإخفاقات والإحباطات.