أصبح العمل في المجال الرياضي لا يملك نفس الإغراء الذي كان عليه الحال في عصور الهواية لدرجة أن رئاسة مجلس إدارة نادٍ بحجم الشارقة بكل ما له من تاريخ وإنجازات باتت منفرة للكفاءات الإدارية بعدما كانت حلم الأحلام في سالف الأيام. هذا ما تمخض عنه اجتماع مجلس الشرف الشرقاوي بعد اعتذار أكثر من شخصية عن ترؤس إدارة الشارقة ولأسباب تتعلق بقلة المادة وضيق ذات اليد. ولعل المأزق الذي عاشته الكرة الشرقاوية هذا الموسم ونجاته من الهبوط في الجولة الأخيرة انعكس بشكل سلبي على كل من يفكر في تولي منصب إداري في هذا الصرح فالأمر ليس قدرة قيادية فذة أو عملا جماعيا متناغما فهذه الأمور لا تكفي ولن تفيد إذا ما كانت خزينة النادي لا طاقة لها في جلب لاعبين من فئة نجوم الأصفار الستة لكي يستطيع الفريق أن يقف على قدميه في مسابقة ستزداد شراسة الموسم القادم. كما لم تكن إنجازات لعبتي اليد والسلة في نادي الشارقة بشافع كافٍ للإدارة السابقة لكي تسعى لمواصلة العمل فما دامت كرة القدم متعثرة فهذا يعني في أعرافنا أن إدارة النادي لا تقوم بعملها الصحيح وكأنه محكوم علينا في كل عام أن تكون هناك إدارة واحدة ناجحة فقط وهي إدارة الفريق الذي يتوج ببطولة الدوري بينما يكون الفشل هو الحكم الأكيد على البقية. ولعل التباين الكبير في القدرات المالية للأندية في مختلف الإمارات سبباً آخر يزيد من عوامل الإحباط لدى بعض الأندية فنحن نعيش عصر المادة ومن يقدر على الدفع فهو قادر على المنافسة وهو ما دفع بعمران مطر أمين عام مجلس الشرف الشرقاوي أن يقترح إقامة دوري خاص للأندية الغنية ودوري آخر لباقي الأندية. نحن بالفعل نعيش مرحلة تحول هائلة وما لم يكن مقبولاً بالأمس أصبحنا اليوم نرتشفه مثل القهوة على صفحات جرائدنا، فلم يعد عبدالرزاق إبراهيم هو أغلى لاعب إماراتي بملايينه الستة ولم يعد للولاء والانتماء مكان في قلوبنا، فاللاعب ينتمي لصاحب العقد الأعلى، وبالمال تستطيع اليوم أن تشتري فريقاً بأكمله لتحقق ما كنت عاجزاً عنه في عصر الهواية. وهذا الأمر لا ينطبق علينا فقط ولكنه السائد في كل العالم، بعد أن تخلت اللعبة عن جمالياتها وانحازت لأباطرة المال، ولا مانع أن نقول وداعاً للكفاءات الرياضية وأهلا بعباقرة الاقتصاد. التفاتة: حكمة عصر الاحتراف: الفقراء لا ينافسون على البطولات. راشد الزعابي ralzaabi@hotmail.com