اليوم، يكتب المنتخب الأول لكرة القدم، السطر الأخير في مشاركته بتصفيات كأس العالم، حين يواجه نظيره اللبناني، وهو سطر في صفحة بيضاء، لا زالت خالية من الكلمات ومن النقاط، ولذا نريده أن يكتب، فهو ما يعنينا، سواء تأهل أم لم يتأهل، وهو الذي يشغلنا، فكثيرة هي السنوات التي أمضيناها ونحن ننتظر، ولكن أن تنتظر، فيأتيك الاطمئنان والتفاؤل بما هو قادم، خير من أن تنتظر لا شيء، وأن تنتظر فتأتيك رسالة بأن ما تريده سيأتي بعد حين، خير لك من أن تصلك رسالة خالية لا تفهم ما تعني، ولا تشفي غليل الانتظار لديك. نريد اليوم من الأبيض، أن يقول «أنا هنا»، وإذا خرجت من تلك التصفيات سريعاً، فلديّ ما يطمئن جمهوري بأنني سأعود يوماً.. نريده أن يتركنا في انتظار أمل جديد، بدلاً من أن يغلق أمامنا حتى أبواب الانتظار. لا نريد أن نفتح صفحات قديمة، أو نعيد كلاماً قلناه في مناسبات عدة، ولا حتى أن نتحدث عن ضرورة إثبات الذات، والوداع المشرف، فكثير من تلك الكلمات اخترعناها، للتحايل على الحقيقة، والواقع يقول إننا أحوج اليوم من المنتخب اللبناني الشقيق لتحقيق الفوز، لا لشيء إلا لندلل على أننا لا نحرث في الماء، ولا لشيء إلا لنثبت أننا أيضاً نلعب كرة، وأننا منتخب، بإمكانه أن يفوز، كما يخسر. أدرك حاجة الأشقاء اللبنانيين للفوز اليوم، لكننا أيضاً كنا نحتاجه من قبل، ويوم واجهناهم كنا في أمس الحاجة إليه، وتلك هي الكرة، ولذا علينا اليوم أن نلعب، وأن نختزل في هذه المباراة، كل ما عجزنا عن تقديمه من قبل، وكل ما من أجله استقدمنا المدربين، وغيرنا اللاعبين، وخرجنا في معسكرات، وأجلنا المباريات، فليس معقولاً أن يكون كل ذلك من أجل لا شيء، وحتى لو كان هناك من مثلنا في التصفيات، لم يحقق ولا نقطة، فلا يجب أن نكون نحن كذلك. لا أحب كلمة «لو»، ولذا أطرد من رأسي هذا الهاجس الذي يأتيني من حين لآخر.. ماذا لو كانت مباراة اليوم في ظروف غير الظروف، وماذا لو كانت فرصتنا لا تزال قائمة، وماذا لو كنا على مشارف التأهل، ولكن ما أعرفه أن سؤالاً واحداً لم أتمكن من طرده، وهو: لماذا لا نفوز اليوم، وما جدوى الفوز اليوم؟، وللإجابة عنه، أدركت أن فوزنا اليوم بأيدينا وليس بأيدي غيرنا، وهو سهل لأننا نلعب للوداع والاستعراض بلا ضغوط ولا حسابات، بينما الضيوف مكبلون بتلك الحسابات والتكهنات ومن يخرج من المجموعة ومن يبقى، أما جدوى الفوز اليوم فأسبابها كما سقتها، والأهم أننا نشتاق إلى هذا الفوز، وأن أهميته تكمن فيما بعده، فقد طالت أيام «القحط»، حتى باتت العقدة فينا أكثر مما هي في الفريق، ونحن بحاجة إلى كسر هذه العقدة، لنستعيد تفاؤلنا، ولنستعيد حالتنا قبل التصفيات، فنقول إن كل شيء ممكن، وإن التأهل إلى مونديال 2016 سيأتينا، وإن لدينا فريقاً، بإمكاننا أن نراهن عليه، لأنه وإن ابتعد، لا يختفي. كلمة أخيرة: أحلى الوداع .. أن تودع محبيك بابتسامة mohamed.albade@admedia.ae