بعد أشهر من الجدل الذي انطلق منذ بداية اعتماد نظام التعرفة المرورية ''سالك'' في دبي، خرجت هيئة الطرق والمواصلات للمرة الثانية عن الصمت حول ''تقنياته'' بذلك القرار الذي فاجأ الجميع بإلغاء المخالفات التي تم تحريرها العام الماضي للدراجات النارية، ولمخالفات المركبات التي سجلت حتى 31 اكتوبر،2007 ولاحظوا معي أن إعلان القرار جاء في 29ديسمبر الماضي· ولم تقدم الهيئة مبررات مقنعة لقرارها المفاجئ - الذي لم يجئ من فراغ -على الرغم من أنه كبدها ملايين الدراهم بلاشك· واكتفت بالإعلان عن إجراءات ومعايير جديدة في التعامل، وفتح صفحة جديدة مع الجمهور مع إطلالة أول يوم من العام الجديد· ومنذ إدخال النظام كانت هناك الكثير من الملاحظات عليه، ومع ذلك لم تكلف الهيئة نفسها الاستماع اليها، فقد كانت مقتنعة بأنه ''متطور للغاية'' لا يأتيه الباطل على الإطلاق، ومن شدة إعجابهم به، لم أستبعد صدور معلقة تضاف الى معلقات العرب السبع· ولأن علاقتي بـ ''سالك'' كانت من بعيد إلى بعيد، كنت أستغرب عدم ورود رسالة نصية إلي عن موقفي من النظام الجديد، ولكنني استغربت أكثر عندما علمت أن الكثير من القراء وغيرهم أيضا ممن يستخدمونه بصورة يومية لديهم ذات الضعف في الاتصال والوقوف على وضع حساباتهم· وكان الإخوة في الهيئة يحيلونهم إلى الموقع الإلكتروني، والذي لم يقدم أو يؤخر شيئا في تقديم المعلومة الدقيقة لحركة صاحب الاشتراك· ومما تجدر الإشارة إليه أن إلغاء المخالفات يوم الأحد الماضي لم يكن الأول من نوعه، فقد قامت الهيئة من قبل وبعد أسبوعين من بدء النظام بإلغاء المخالفات· وتحرص الهيئة على التأكيد في هذه المناسبة بأنها لا تستهدف ''الربح'' قدر تحقيق هدفها في التخفيف من الازدحام على الطرق وتوفير ''انسيابية'' الحركة، لأجل ''الانسيابية'' في العلاقة مع الهيئة، نتمنى أن يكون ما حصل تجربة يستفاد منها في وضع ملاحظات الجمهور موضع الاعتبار، فلا يمكن أن تكون هذه الجهة وحدها على حق، والبقية مخطئون ويشككون في سلوك ''سالك''·