لعل الإحجام الجماهيري كان واحداً من أبرز سلبيات أول موسم لدوري المحترفين، حيث شهدت المسابقة تراجعاً كبيراً في معدلات الحضور الجماهيري عكس ما كان عليه الحال في دوري الهواة. ?? والغريب أن تلك الظاهرة السلبية ظهرت في الوقت الذي شهد حراكاً كبيراً على صعيد اللاعبين الأجانب وانتقالات اللاعبين المواطنين، وبرغم قوة المنافسة للفوز بلقب الدوري أو للهروب من مأزق الهبوط، فالإثارة كانت حاضرة بينما غابت الجماهير حتى أن 52 مباراة لم يتابع كل واحدة منها سوى قرابة الألف مشجع، بينما بلغ إجمالي عدد الجماهير في كل المباريات 132 مباراة وفق التحقيق الذي أجراه الزميل المتميز معتز الشامي 300 ألف متفرج فقط، وهو ما يدق ناقوس الخطر سواء على صعيد نجاح المسابقة أو تقييم الاتحاد الآسيوي لواقع الدوري الإماراتي. ?? واستوقفني تصريح الدكتور موسى عباس مدير اللجنة الأولمبية الذي ألقى باللائمة على إدارات الأندية وحملها مسؤولية العزوف الجماهيري، حيث انشغلت بالتعاقد مع اللاعبين الأجانب أو المواطنين أو المدربين، دون أن تهتم بدراسة ظاهرة تراجع المعدلات الجماهيرية التي تستحق ورش عمل للبحث في أسباب الظاهرة واستحداث وسائل لجذب الجماهير وإعادتها الى الملاعب مرة أخرى، وكيف يمكن تحويل المباريات الى وسيلة جذب لكل أفراد الأسرة مع تقديم كل التسهيلات التي تجعل من المباراة يوما ترفيهيا يحرص عليه الجميع، كما أن إعادة النظر في أسعار التذاكر يمكن أن تساهم في حل المشكلة، لأن التجربة أثبتت أنه من الصعب أن يستوعب عدد كبير من الجماهير فكرة الدخول بتذاكر، بعد سنوات طويلة كانت الأندية تقدم كل الإغراءات للجماهير لحضور المباريات بما فيها الدخول المجاني والوجبات السريعة. ?? إنها قضية مهمة للغاية تستحق أن نتكاتف جميعاً في إيجاد حلول لها حتى لا تتحول المدرجات الى أماكن صماء، ويصبح اللاعب أشبه بمطرب يغني ولا يسمع إلا نفسه! ???? ?? عزيزي قارئ «الاتحاد الرياضي».. أستميحك عذراً في إجازة صيف لالتقاط الأنفاس استعداداً لموسم جديد نتمناه حافلاً بكل ما يرضي طموحاتك ويعزز ثقتك في الملحق الذي يرفع دائماً شعار «تغطية متميزة.. لقارئ متميز». ?? وكل عام وأنتم جميعاً بألف خير.