المشكلة في الأجندة المقترحة للموسم القادم ليست في أن اللاعبين الدوليين سيلتحقون بمعسكر خارجي مع المنتخب الوطني لمدة 25 يوماً قبل بداية الموسم، وبالتالي سيغيبون عن أنديتهم، ولن يعودوا إليها سوى قبل يومين من كأس السوبر، وقبل خمسة أيام من انطلاقة الدوري. كما أن المشكلة ليست في إقامة أول أربع جولات من الدوري في 15 يوماً، وبالتالي فإن الفريقين اللذين سيخوضان مباراة كأس السوبر مطالبان بلعب 5 مباريات في أول 18 يوماً من الموسم، كما أن المشكلة ليست في تحديد مواعيد الجولتين الأولى والرابعة في نفس تواريخ إقامة مباراتي الدور ربع النهائي من البطولة الآسيوية، وكأن الذي وضع الأجندة حسم بشكل مسبق وقطعي عدم قدرة أنديتنا على بلوغ ذلك الدور. والمشكلة ليست في إقامة كل مباريات الجولة الرابعة من الدوري في يوم واحد، أو إقامة الجولة الخامسة خلال عيد الأضحى، أو في إقامة المسابقة بشكل مضغوط وغير مسبوق، حيث إن معظم جولات المسابقة لا يفصل فيها أكثر من ثلاثة أيام بين الجولة والجولة، بل إن المدة الفاصلة بين الجولة الثانية عشرة والتي تليها لا تزيد على يومين. والمشكلة ليست في إقامة خمس جولات من الدوري خلال 20 يوماً في شهر ديسمبر، أو شهر مايو الذي ستقام فيه الجولات الست الأخيرة والحاسمة من دفعة واحدة، كما سيشهد إقامة مباراتي الدور الثاني من البطولة الآسيوية، وبالتالي فإن الفريق المتأهل إلى هذا الدور سيكون مطالباً بخوض ثماني مباريات قد تكون كلها مصيرية خلال مدة لا تتجاوز 30 يوماً. ولكن المشكلة بل الطامة الكبرى هي أن الأجندة الكارثة دقيقة للغاية، فلا مجال للخطأ فيها، فالغلطة تساوي ورطة، وأي حادثة قد تؤدي إلى كارثة، وإذا حدث تأجيل ما لجولة ولو كانت واحدة وكما جرت العادة، وكانت الأسباب ظروف طبيعية أو خارجة عن الإرادة، فإن الأجندة ستكون مشلولة وعاجزة وبلا حيلة، وستكون إمكانية الحصول على موعد بديل صعبة للغاية وتكاد تكون مستحيلة. المشكلة هي في اتحاد كرة قدم يتعامل مع مسابقة الدوري بمنطق الهواية ومبدأ «كل شيء يهون في سبيل مصلحة المنتخب»، ومع ذلك فهو يتباهى بمرور ست سنوات على انطلاق دوري المحترفين، والمشكلة في أندية صدقت الكذبة، وبدأت تنفق مئات الملايين، وضاعت هذه الملايين في الهواء، لما تحولت مسابقة الدوري إلى كبش فداء، ومن أجل الخروج بالأجندة لا يوجد أسهل من ذلك الحل الفوري، ألا وهو التأليف والعبث ببطولة الدوري. Rashed.alzaabi@admedia.ae