بكل التقدير والإجلال استقبل أبناء الإمارات، مبادرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة، وتوجيهاته بالتعامل القانوني مع كل من يسيء إلى الرموز الوطنية الخليجية. مبادرة تجسد مواقف قائد حكيم حصيف، وقامة تاريخية بحجم سموه، وما يحظى به من مكانة إقليمية ودولية، تقدر حكمته وجهوده الدائمة في توحيد الكلمة، ورص الصفوف، وحشد الطاقات. وتمثل تقدير المجتمع الدولي باختياره أميراً للإنسانية. وله في قلوب أبناء الإمارات مكانة خاصة، فقد كان حاضراً عندما ارتفع علم الإمارات لأول مرة على ضفاف قصر الجميرا. كما كان شاهداً بجولاته المكوكية على ولادة دولة الاتحاد خلال مفاوضات ومراحل التأسيس. كما كان للكويت وشعبها وقفات نبيلة في مراحل ما قبل قيام الدولة وتحديات البدايات الأولى. وبدورها كانت الإمارات في مقدمة أهل النخوة والشهامة الذين هبوا لاستعادة الكويت من براثن الجار الغازي، عندما ادلهمت الخطوب في صيف عام 1990. ناهيك عن روابط القربى ووشائج الدم والمصير المشترك. تلك باختصار الروح التي تسري في جسد العلاقات التاريخية بين البلدين والشعبين الشقيقين في الإمارات والكويت، والتي يعتقد بعض الأقزام بأنهم قادرون على النيل منها، وهز ثوابتها، عندما يخرجون من جحورهم بين الفينة والأخرى للتطاول على الإمارات والإساءة لرموزها وقيادتها الوطنية، من أمثال اليابس والدويلة ومن لف لفهم. ومن هنا فإن مبادرة صاحب السمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، تسد الباب على أمثال هؤلاء الذين يسيئون للكويت وتاريخها ومواقفها الأصيلة قبل أي شيء آخر. أما الإمارات وقيادتها فهي ماضية في نهجها الثابت لإسعاد شعبها، وتقديم العون والدعم للأشقاء والأصدقاء في كل مكان، والمساهمة بفعالية في أمن واستقرار هذه المنطقة الحيوية من العالم، وتعزيز السلم الدولي. إنه نهج خطه حكيم العرب القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ويترسم خطاه قادتنا. ومن نبع تلك الحكمة يمضي أعلام الإمارات، وقادة الفكر والرأي فيها، في حرصهم على تعزيز اللحمة الوطنية والخليجية، بنبذ ما يؤجج الخلافات، ويثير الأحقاد، ويشحن الكراهية بين أبناء الإقليم الواحد-كما يقوم دعاة الفتن، لأننا نؤمن بأن المصير واحد، وخليجنا واحد. فشكراً لصباح الإنسانية، وشكراً لأهلنا في الكويت.