نحن نعيش زمن برشلونة وعصر اللاعب القادم من لعبة “البلاي ستيشن” كما وصفه الفرنسي فينجر مدرب الآرسنال، والذي شاهد الأرجنتيني ميسي يغتال أحلام فريقه وللموسم الثاني على التوالي، وكأنه موعود بهذا الساحر الذي عندما تكون الكرة في حوزته، فما عليك سوى أن تطلق لخيالك العنان وتتمنى وسوف تأتيك الأمنية على شكل فقرة من ألعابه السحرية النادرة في عالمنا.
احترت قبل الكتابة في أيهما يستحق المدح أكثر من الآخر ومن الذي يقدم أسمه، فهل نقول برشلونة ميسي أم أن الأصح هو ميسي برشلونة وحتى نعرف الإجابة لابد من التأكيد على أن ما يقدمه ميسي وتشافي وإنييستا وبقية الكتيبة الكاتالونية من أداء رفيع يفوق استيعابنا الكروي ويجبر الأعداء قبل المحبين على التصفيق الشديد حتى لو كانوا من أنصار الفريق الملكي مدريد.
كان الآرسنال مطالباً لكي يحافظ على نتيجة الفوز الذي حققه في مباراة الذهاب أن يجد حلاً لإيقاف ميسي ولأن الحل هذا مستحيل علمياً ولم يكتشفه حتى الآن أعظم عقل في رأس مدرب من هذا الزمان فكان المطلوب يتجاوز القدرة البشرية، وكان ميسي على الموعد فسجل هدفاً كالعادة، هدفاً تكتشف فيه شيئاً جديداً كلما شاهدته في الإعادة، هدف لا يشبه بقية أهدافه فلكل منها حكاية وقصة، وهكذا هم النجوم الكبار لمحاتهم وأهدافهم لا يمكن أن تتشابه.
ما يقدمه برشلونة يتحدى كل الثوابت الطبيعية في كرة القدم وأشفق كثيراً على الفريق الذي يواجه “البلوجرانا” وأشفق على المدافع الذي يتصدى لميسي وكم كان الحارس الآرسنالي أمونيا مثيراً للشفقة وهو يواجه تلك الكرات التي تنهال عليه من كل صوب وحدب وكأنه بلسان حاله يلوم الزمان والقرعة اللذان وضعاه في هذا الموقف أمام نجوم ليس في قلوبهم ذرة شفقة أو بذرة عطف.
حتى أنا في نهاية المقال احترت في نفسي ولم أعد أعلم فيما كنت أفكر وما الذي كنت عنه أتكلم، هل كنت أكتب عن برشلونة أم عن ميسي؟ ولعل الوصف الأقرب للحقيقة أنهما توأم سيامي لا ينفصلان ويحق لنا أن نسميهما هكذا “برشلونة ميسي أو ميسي برشلونة” فالأمر سيان، وعلى جماهير الكرة الحالية أن تشعر بالفخر فقد عاشت في زمان برشلونة وشاهدت ميسي.
في الختام:
في السابق كتبت عن تفضيلي لمارادونا على ميسي وليشهد الله أنني لم أغير ولم أتلون ولم تختلط علي الأمور، نعم ليونيل هو رجل هذا العصر ولكن دييجو رجل كل العصور.


Rashed.alzaabi@admedia.ae