يأتي التقرير الدولي والذي يضع الأمور في نصابها الصحيح، وينصف أهل الإنصاف، ويعترف بتفوق وتقدم الإمارات في مجال مكافحة الاتجار بالبشر، وذلك من خلال قوانينها الصارمة في هذا المجال، واعتبر التقرير الدولي أن ريادة الإمارات في مجال المكافحة يبرز من خلال القانون 51 الصادر في عام 2006، وكذلك إنشاء اللجنة الوطنية لمكافحة الاتجار في البشر. إضافة إلى التنسيق والاتفاقيات الثنائية والدولية التي عقدتها الدولة، مع دول العالم في سبيل مواجهة هذه الجريمة الشنيعة، وكبح جماح تجار البشر، وسن قوانين صارمة وجازمة في معاقبة المجرمين.
بهذا التقرير وغيره من شهادات دولية وإشادات وضعت دولة الإمارات في مقدمة الدول الراعية للشأن الإنساني المدافعة عن حقوق الناس أجمعين والداعمة لأي جهد يردع الاختراقات والاخفاقات، وذلك لتنظيف العالم من أسباب الاضطهاد والاستعباد واستغلال حاجة فئات لإثراء أغراض فئات أخرى.. الإمارات لم تدخر جهداً في هذا المجال، ولم تتوان في الملاحقة والمتابعة ورصد كل ما يسيء إلى البشر، وكل ما يشين أحوالهم، وكل ما يحتقر إنسانيتهم فالقانون واضح وصريح، واللجنة الوطنية تتابع عن كثب وبعين الراصد وبلا كلل أو ملل، والهدف هو حماية الناس وحفظ كرامتهم انطلاقاً من قيم الإنسان في بلادنا وتعاليم الدين الحنيف الذي وضع الناس سواسية كأسنان المشط، واتباعاً لسير المؤسس والباني الذي شيَّد أخلاق القوانين على أسس إيمانية راسخة لا تبليها السنون، وأيضاً استناداً إلى توجيهات قيادتنا الرشيدة، وأحلامها الإنسانية عالية الشأن، والغنى.
ولم تقتصر التقارير الدولية بحق الإمارات فقط على موضوع واحد، بل تجاوزت ذلك واتسعت حدقة الإشادات لفروع عديدة تتحدث عن تمكين المرأة ودورها المجتمعي، وحقوق العمال وما يحظون به من أرقى أساليب المعاملة، حيث أصبحت بلادنا واحة واستراحة لكل مهموم أو مسقوم أو مغموم، وصارت الأرض التي تطأ عليها أقدام العابرين والمقيمين بساطاً من حرير تسترخي عليه الأرواح وتستريح علىَ أديمة النفوس.
والدليل على ذلك هذه الأطياف من ألوان البشر الذين يأتلفون ويتلاءمون وينسجمون ويعيشون بأمن وأمان واستقرار وطمأنينة، لا تغشيهم غاشية، ولا تكدرهم نائبة. كل ذلك لأن القوانين التي تصدرها الإمارات هي قوانين نابعة من وجدان الناس، ومن مشاعرهم وأخلاقهم وطبائعهم، الأمر الذي جعل هذه القوانين تسري في الواقع سريان الماء العذب في العروق.. التقارير الأممية التي تصدر بين حين وآخر تزيدنا فخراً واعتزازاً لأنها إضاءة صادقة ومخلصة على كتابنا المفتوح، وهي أيضاً لمسة حق لإظهار الحقيقة وابراز الواقع الإماراتي، كما هو وهي أيضاً وقفة تأمل صادقة لهذه الفسيفساء الاجتماعية الرائعة والناصعة النابعة من صلب الواقع وترائب الأرض.



marafea@emi.ae