حسناً فعلت الجمعية العمومية برفض الاستقالة الجماعية التي تقدم بها أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة وتجديد الثقة فيهم للاستمرار في إدارة شؤون اتحاد الكرة خلال الفترة القادمة ولغاية انتخاب مجلس إدارة جديد· وقرار الجمعية العمومية فيه أكثر من معنى إيجابي خاصة أن الحديث الذي كان يسري في البلد خلال الفترة الماضية كان يقوم في كثير من جوانبه على قيام الجمعية العمومية بطرح الثقة في أعضاء الاتحاد والمطالبة برحيلهم· لكن ما حصل في الاجتماع كان مغايراً تماماً ويكشف أن العلاقة في الوسط الرياضي ''متينة'' مهما كانت هناك أخطاء في الوسط وتباينات ردود الفعل وأننا بعيدون في الإمارات كل البعد عن مواضيع مثل طرح الثقة·! ولاشك أن استمرار المجموعة الحالية في اتحاد الكرة أفضل ألف مرة من تشكيل لجنة مؤقتة لتولي المسؤولية، فمن ناحية نحن نمر بمرحلة تحوّل كبيرة ناحية دخول عصر الاحتراف الحقيقي، ومن غير المقبول أن يحصل جانب من هذا التحول ونحن لا نملك اتحاداً للكرة ولكن لجنة مؤقتة لتسيير الأمور· ومن ناحية أخرى، اللجنة المؤقتة ماذا يمكن أن تضيف إلى عمل المجموعة المتبقية من مجلس إدارة اتحاد الكرة، هم بلا أدنى شك الأصلح للاستمرار في قيادة العمل في الفترة المتبقية قبل إعادة تشكيل الاتحاد بالكامل· ولكن يبقى أن فترة ثلاثة أشهر قبل الانتخابات الجديدة هي فترة مبالغ فيها وطويلة، وكان من الأجدى عدم التأخير كل هذه المدة، خاصة أن كل الأمور معدة ومرتبة سلفاً للانتخابات على صعيد المرشحين وعلى صعيد الأندية· وإذا كانت هناك تغييرات قد تطرأ على بعض المرشحين- وهو بالتأكيد أمر وارد الحصول- فإن هذه التغييرات ستكون محدودة بلاشكٍّ، لأنه من غير المعقول مثلاً أن تقوم كل الأندية بتغيير مواقفها من مرشحيها السابقين· وأعتقد أن التفسير الوحيد لعدم الإسراع بتنظيم الانتخابات وتشكيل المجلس الجديد هو عدم استقرار الرأي بشكل نهائي على المرشح لمنصب الرئيس وإتاحة الفرصة للتشاور على شخص الرئيس بين أصحاب الرأي والمشورة! إلى ذلك الحين علينا الانتظار ومعرفة هل صحيح أن منصب الرئيس سيشهد منافسة انتخابية أم أن التزكية ستكون سيدة الموقف· آخر همسة: محمد بن دخان خرج منتصراً من اجتماع الجمعية العمومية بعد أن حصل على تأييد مختلف الأندية التي قامت بإعلان رفضها لاستقالته في مشهد يعبر عن ثقة كاملة في نزاهة أمين سر اتحاد الكرة، وأن هذه النزاهة فوق مستوى الشبهات، وهي بالتأكيد ثقة في مكانها·