في ديسمبر1971 أطلقت الولايات المتحدة إحدى بعثاتها الاستكشافية للفضاء الخارجي، في التوقيت ذاته كان علم الإمارات العربية المتحدة يُرفع لأول مرة معلناً ولادة الدولة الفتية. وبعد44عاماً يقف البلدان الصديقان اليوم في شراكة قائمة على تبادل المعرفة والخبرة والتقنيات لتحقيق حلم البشرية للوصول إلى المريخ. ومن إحدى أدواتها مسبار«الأمل» الإماراتي الذي يلخص قصص الأمل والطموح والتحدي من أرض إمارات الٌحلم والحِلم والأمل والمستقبل. في المجلس العامر لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وضمن المحاضرات الفكرية والعلمية للموسم الرمضاني، كنا مساء أمس الأول مع صورة للجهد الإنساني للوصول إلى الكوكب الأحمر وارتياد الفضاء إجمالاً، قادته الولايات المتحدة في رحلة التنافس مع الاتحاد السوفييتي السابق، تحول اليوم إلى تعاون وشراكة مع روسيا. وذلك في المحاضرة التي قدمها تشارلز بولدن مدير الإدارة الوطنية للملاحة الجوية بوكالة الفضاء الأميركية «ناسا»، واستعرض فيها محطات بارزة من المسيرة الفضائية لبلاده، وتوظيف ذلك لمصلحة تطوير الأبحاث المتعلقة بالبحث عن حلول للكثير من التحديات التي تواجه البشرية وفي مقدمتها ندرة وشح المياه، وفي مجال الزراعة، والتصدي للأمراض الناجمة عن التلوث ونقص مياه الشرب النظيفة. أبدى المحاضر إعجابه الكبير بالتجربة الإماراتية في بناء أجيال عالية التعليم والتأهيل، وبالأخص في ميادين علوم الفضاء والأبحاث. وكان الرجل يتحدث بانبهار ودهشة شديدين عن لقائه بطلاب جامعة خليفة كنموذج ومثال حي عما يتحدث عنه، مرحباً بهم وبجهدهم العلمي في هذا المجال. وكذلك في الشباب الإماراتي العاملين في وكالة الإمارات للفضاء والتي أبرمت«ناسا» معها اتفاقية للتعاون في ميادين استكشاف الفضاء والطيران. تحدث بولدن الذي سافر للفضاء أربع مرات، كذلك بإعجاب عما شاهده في الإمارات، ليس عن نهضة عمرانية واقتصادية ومرافق متطورة، وإنما عن بناء الإنسان والتعليم وتمكين المرأة، وقد شاهدها تتقدم الصفوف في ميادين البحث العلمي، وبالذات في الجامعة التي تحمل اسم قائد مسيرة الخير والنماء. معتبراً التجربة مصدر إلهام ودرس متاح ليستفيد منه الجميع بما فيها«ناسا». تجربة بناء العقول والاستثمار في البشر قبل الحجر، ثمرة رؤية استشرافية لقيادة وطن آمنت بالإنسان وقدراته على أرض الإمارات، وبه ومعه أصبحت، وطن تحويل الأحلام والخيال إلى واقع.