اجترأ البعض على محاضرة معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية التي ألقاها الأربعاء الفائت بمجلس صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وكانت بعنوان «الإمارات والتحالف وأزمة اليمن: القرار الضرورة». اجتراء كشف ما في النفوس المريضة والأجندات المشبوهة بتحوير الحقيقة وتحريف الكلام عن موضعه. وقد كنت ضمن الحضور الذين تشرفوا بحضور المجلس العامر، وكان الكلام واضحاً وصريحاً في معنى «انتهاء الحرب»، الذي قصده المحاضر، واستدعى منه بعد ذلك إطلاق سلسلة من التغريدات لتوضيح ما التبس على محترفي المواقف الملتبسة. أوغرت صدور الحاقدين الانتصارات التي حققها التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة، الذي تشارك فيه الإمارات بثقل وقوة. وأوغر صدورهم النجاحات التي حققتها البرامج الإنسانية والتنموية للإمارات في المناطق المحررة من شراذم الحوثيين ومليشيات المخلوع علي غير الصالح. وأوغر صدورهم التي تطفح غلاً وحقداً، قوة الحزم التي تصدى بها التحالف للمخططات الإيرانية الشريرة لتوسيع دائرة أطماعها التوسعية، ونشر فتنها ومؤامراتها الطائفية. لذلك لم يكن بالغريب أن الأبواق التابعة لطهران، وتلك الدائرة في فلكها، تجعل من ذلك الاجتراء للمحاضرة وليمة إعلامية تنفث فيها أحقادها ليس فقط على التحالف وما حقق لنصرة أهلنا في اليمن، وإنما استهدفوا العلاقة المتميزة والروابط المتينة بين السعودية والإمارات وعلاقات الشعبين الشقيقين. هذه الروابط والعلاقات التي انتقلت إلى آفاق استراتيجية ونوعية أرحب مع تأسيس مجلس التنسيق السعودي - الإماراتي. وقبل أن يجيء الرد السعودي الرسمي على أولئك المغرضين، والإشادة بالموقف الإماراتي المبدئي والثابت في التحالفين العربي في اليمن والعالمي لمكافحة الإرهاب، ارتجت مواقع التواصل الاجتماعي بما يعبر عن عمق الوشائج ووحدة مواقف البلدين، وحقق وسم «متحالفون حتى النصر» أحد أعلى معدلات المشاركة، مسجلاً ملايين المساهمات التي تؤكد أن الدم السعودي والإماراتي الذي اختلط على تراب «أرض الجنتين» سجل أروع ملاحم التضحية والفداء لصون الأوطان. وإدراك البلدين أن أمن الإمارات جزء لا يتجزأ من أمن السعودية والعكس. ومن هنا كانت وحدة المواقف والرؤى المشتركة للقيادة السياسية في البلدين، وبما يعبر عن مصالح وروابط وصلات الشعبين الشقيقين. لكل أولئك الحاقدين والموتورين نقول، ستظل منطقتنا عصية على مؤامراتكم؛ لأننا ببساطة «متحالفون حتى النصر».