في رمضان تكبر أحلامنا، تتجاوز الزمان والمكان، نصير نحن الطيور المحلقة، المحدقة في ثنايا الكون وزواياه وأشواقنا هي أجنحة بيضاء عند رهاف الغصن وشغاف المزن، أحلامنا مثل الغيمة عند خاصرة النجمة ترفرف وتهفهف، أشواق المحبين لرجل النبل والعدل وخير السبل، خليفة الطوق والمئزر، رجل في غياب، زايد الخير، أكد الحضور في القلوب وبنى عرش المحبة من خيط الشمس وأهداب النجوم الطالعات فجراً، الساهرات على مهد ومجد في غياب المؤسس، كان خليفة السياج والمنهاج ونخوة الماء السلسبيل ورونق العشب القشيب. خليفة الذي مد للمدى، مداد السامقات الباسقات الشاهقات اليافعات الناهضات وعداً وعهداً بأن تكون الإمارات في اليد الأمينة، معضدة بسواعد الرجال الأوفياء، إخوة نجباء تعشقهم للقصيدة العصماء، طوقوا حنانه بامتنان وعرفان، وكانوا له، السحابة الممطرة، والهيابة الزاخرة بعنفوان شباب وصولجان الذهب والفضة والسندس والإستبرق.. فكبر الوطن، صارت تضاريسه ترفل بالسعادة والسيادة والإجادة، صار بحره قارباً بحجم الطموحات يعانق الموجة بالبهجة. ويرشف من تضحيات الأخوة الذين أسعدوا الإنسان وسيدوا المكان، صارت الإمارات ملحمة أسطورية يتهجى حروفها القاصي والداني بشوق العشاق، وتوق الأحداق، صارت الإمارات واحة الطير وباحة الخير يقصدها أئمة النوايا النيرة.. والطوايا الخيرة.. صارت الإمارات بخليفة المنارة والقيثارة، حدودها أفئدة المحبين وجوهرها الأخوة الميامين في الحرب، هم نصل الصقال القواطع وفي السلم، نسل الرجال الموانع، هم عيال زايد، الشبل فيهم أسد والنِبل فيهم قرقعة الرعد، تزدان فيهم الدنيا وتزدهر الحياة لأنهم.. لأنهم في الحياة نسق الروح وأكسير الجروح، لأنهم من فوح خليفة نالوا البوح والصدى الجميل لأنهم من، فيض زايد، فاضوا وأغاضوا كل حاقد وحاسد صاروا جميعاً السيف والحيف، لكل معتد أثيم عتل وزنيم، والأحلام تكبر، الأحلام تزهر، الأحلام تمطر، الأحلام تسفر الأحلام تسطر للتاريخ فجراً شعشع مجداً، هذه الكوكبة من رجال عاهدوا الله أن يكون الوطن من صحاف الدر وشفيف الحرير، ويصبح الإنسان التبيين والبيان، في ساعة الوغى، وفي السلم، البنان والبنيان.