من حسن حظي اطلعت على نماذج سابقة لأسئلة «إمسا» التي تعد من قبل مجلس أبوظبي للتعليم. هذه الأسئلة نماذج تعبر عن رغبة واضحة في تأسيس جيل إماراتي مقبل على فضاءات واسعة، تتيح له مجالاً عند مناطق النجوم، وتفسح له الفرصة كما يعتلي صواري الأقمار المضيئة.. حقيقة النماذج المعتمدة تضع الطالب أمام مسؤولياته الإبداعية واستخدام الذكاء، بوصفها وسيلة لاجتراح المعنى من العملية التعليمية، وهذا النظام يستدعي طاقة الطالب الإبداعية ويخرجه من ظلمات المناهج القديمة التي نامت لعقود من الزمن في مواقد الهضم والتكرار والحفظ الذي لا يدع مجالاً للفهم أو الاستقراء أو الاستنباط أو الاستعانة بالعقل بدلاً من محفظة الذكريات التي لا تخدم وداً، ولا تبني سداً، ولا تعطي رصيداً علمياً يكفي لأن يجعل الطالب الركيزة الأساسية في بناء المجتمع، هذا النظام يذهب بالعقل نحو ذهنية ترفع الأسئلة عالياً، وتتخطى حدود الإجابات الجاهزة. هذا النظام أتمنى لو يصبح بديلاً لكتل الجحيم التي تضخها قوالب الكتب الضخمة التي يعجز عن حملها حمالة الحطب، هذا النظام، أتمنى لو أنه يحتل مساحة أوسع في نظامنا التعليمي لأنه النظام الحقيقي الذي سوف ينضج تفاحة نيوتن، ويجعل الطالب شريكاً أساسياً في بناء ثقافة المجتمع، ما ينتج عنه، سلوك إبداعي شفاف متحرر من تكدس المعلومات، وحشو المواضيع من دون جدوى. هذا النظام أتمنى لو أنه يصير النسق الأكيد في عمليتنا التعليمية لأنه المنطقة الواسعة التي من خلالها يستطيع الطالب أن يجد نفسه، ويحدد موقفه من الحياة، ويسدد خطواته باتجاه المستقبل، من تكبد عناء الحفظ واجترار الغث من الأفكار التي لا تقدم شيئاً مفيداً.. حقيقة من يقرأ النماذج تلك، يشعر بأن مستقبل الإنسان في بلادنا يؤسس على أنماط متحركة تلغي الجامد والساكن، وترسل رسالة إلى العقل مفادها، أن عليه أن يقود الدفة من دون القوالب الصلبة، ومن دون حياة المعلومات الهشّة والمربكة .. شكراً .. مجلس أبوظبي للتعليم..