هناك عبارات اعتدنا عليها وعلى سماعها وتردادها، لأنها موجودة لمناسبة خاصة بذاتها، وبالتالي لا يمكننا الخروج من ربقها، ولسنا قادرين أن نغيرها أو نستبدلها، فعبارة “لن نقف مكتوفي الأيدي” تصلح بعد كل ضربة أو هجوم صاروخي أو اعتداء على الأرض وسلب شيء منها أو بعد اختراق للأجواء من قبل طائرات العدو أو بعد انتهاك لحقوق الشعب والنيل من كرامته!
عبارة “قاب قوسين أو أدنى” نستعملها حين نريد أن نؤكد أن المشروع الوطني لن يكتمل في حينه أو سيتعثر في التنفيذ، وليس لدينا وقت محدد للإنجاز، ونستعملها للوعود الكاذبة، ولإلهاء الشعب عن منجز الحكومة الذي سيمتد حتى تقديم استقالتها!
عبارة “سنرد بعنف وقوة ليعرف العدو من نحن..” تقال عادة للاستهلاك الإذاعي والتلفزيوني الرسميين، وهي غير موجهة للعدو مباشرة، لأنها ستعترضها حملات دبلوماسية، ووساطات وجهود سياسية، وهي ردة فعل لحادثة كبرى أو مرمطة بالكرامة، توجب أن تظهر تلك العبارة التي لم تختبر كثيراً في الميدان!
عبارة “نحذر من العبث بمقدرات الأمة، ومكتسبات الشعب” تقال للشركاء في النهب والغنائم وما يجره الفساد على الاقتصاد الوطني، وهي دعوة مكتومة ظاهرها العنف، وباطنها الربح، لكنها تعد أهم مخدر للشعب الكادح الذي طلبوا منه أن يؤمن بالاشتراكية طريقنا، والشيوعية غايتنا!
عبارة “لن يجرنا العدو إلى مبتغاه وأهدافه غير النبيلة” تقال عند بلوغ الخنوع، ولا قدرة على دخول حرب أو ذهاب إلى سلم، لأن لكليهما ثمنا، فالحرب وإمكانية شنها تبقيه أمداً طويلاً على الكرسي إرضاء للشعب المؤمن بقيادته الرشيدة، والسلم عنقود أمل يفاوض عليه الآخر، ليبقى العدو لاهثاً وراءه!
عبارة “ليس بالإمكان أكثر مما كان” تقال بعد أن يكون المسؤول قد استنفد كل ما يقدر عليه من ميزانية المشروع، فلم يبق مكاناً لمزيد من الرشوة ولا حيزاً للتكسب الوهمي، فيطلق عبارته تلك دلالة على أنه بات ساهراً وحارساً ومتابعاً لإنجاز المشروع على أكمل وجه، وأنه لن يكون جميلاً أكثر من الجمال، فليعذره الجميع على أي “قصور”!
عبارة “لن يثنينا شيء عن الوصول لأهدافنا المشروعة وغاياتنا السامية” ويكون هو السبب الأول والوحيد في ثني الجميع للبلوغ إلى مرادهم، وهدفهم النبيل في الحياة!
عبارة “سنطالب بحقوقنا طال بنا الأمد أم قصر” يقولها الزعيم القادم على ظهر دبابة في بيانه الانقلابي رقم واحد، ويقصد من خلالها، اللهم طل بنا الأمد، ولا تقصر أعمارنا!
عبارة “إن كانت صداقتنا قوية واختبرتوها، فعداوتنا أقوى ولم تختبروها” عبارة جديدة ومؤثرة، ولم تكن في قاموسنا، وإنما مرجعها وجذرها اللغوي دخل علينا من التركية، لكن مع وعد أن جهابذة المجمعات اللغوية العربية سيواصلون الليل بالنهار ليجدوا لها تخريجة عربية، وفحوى مختلفة!



amood8@yahoo.com