أيتها المرأة.. انطلقي وأبدعي، وتمتعي بحياة مليئة بالعطاء، وتقاسم رغيف العيش، وكوني كما خلقك الله، ضلعاً مسانداً، معاضداً، مواكباً لمسيرة الإنسان على الأرض.. هذه الدعوة المباركة التي أطلقتها التنمية الاجتماعية في الشارقة، منادية المرأة، أن تتخلى عن التواكل والتكاسل، وأن تقف موقفاً إيجابياً من الحياة، تعطي من ثمرات جهدها ما أمكنها، وبإمكان المرأة في بلادنا أن تقدم الكثير، وأن تمنح المجتمع من قدراتها، الشيء الذي يجعلها كائناً حياً نابضاً، فاعلاً متفاعلاً، متأصلاً في جذور البناء، والتشييد، سواء على نطاق الأسرة كربّة بيت أو عاملة، فالأمر سيّان، والعطاء واحد، والتفاني واحد، ولا يستقيم لمجتمع نهوض، إلا بتوافق الجهدين، الرجل والمرأة، ولا يستطيع أي مجتمع أن يرقى وأن يقدم للحضارة الإنسانية، شيئاً يذكر إلا إذا وقفت المرأة إلى جانب الرجل، كتفاً بكتف، تغدق الحياة بالحب والعاطفة النديَّة، التي حباها الله بها، دون سواها.. المرأة تمتلك من القدرات والطاقات الهائلة، ما جعلها قوة ضاربة، والمرأة لديها من قوة التحمل والصبر والجَلَد ما يؤهلها لأن تكون الجبل الذي يستند إليه الرجل، في أمنياته وطموحاته.. دعوة مركز تنمية الشارقة، توجه البصيرة والبصر تجاه المرأة، كونها العنصر الأهم، في تكون الأسرة، وفي محيط المجتمع، لذا ينبغي أن تتلقف المرأة هذه الدعوة، بقلب وعقل وروح، وأن تضع هذه الدعوة، موضع الرمش من العين، وموضع الروح من الجسد، وموضع الدم من الشريان.. وكم نحن اليوم في أمسّ الحاجة إلى امرأة، مربية فاضلة، بل هي فاصلة ما بين الحقيقة والخيال، كم نحن بحاجة إلى امرأة عاملة، بل هي متأصلة في جذور العملية التنموية التي ينشدها المجتمع، وتتطلبها المرحلة الراهنة. وخير وسيلة لوجود المرأة في صلب العملية التنموية، أن تتسلح بالعلم، وبثقافة التضحية والاقتحام، وعدم الإحجام عن أي عمل يخدم المجتمع، ويضيف إلى رصيدها كعنصر من عناصر المجتمع.. المرأة اليوم بحاجة إلى العلم، الذي يفتح أمامها آفاق التقدم، ويُشرِّع لها نوافذ الازدهار الأخلاقي والقيمي والثقافي.. المرأة اليوم ليس أمامها غير الوعي بحقوقها، ككائن حي، يستحق التقدير والاحترام، وموازاة الرجل في الحقوق، كما في الواجبات، حتى تحمي نفسها من عوادي الزمن، وحتى تصد عن نفسها عدوان الآخر، إن كان عدوانياً، وحتى تعيش آمنة مطمئنة، قريرة العين، والنفس.. المرأة اليوم تحتاج إلى هذه الحزمة من القيم لتقوى بها، كما يقوى بها المجتمع.. المرأة اليوم، تحتاج إلى العلم، الذي يضع أمامها دفتر الحقوق والواجبات، مفتوحاً منشرحاً واضحاً لا لبس فيه.


marafea@emi.ae