ظنّ حكام قطر أنهم يستطيعون أن يعبثوا في المنطقة إلى ما لا نهاية، وأن يلعبوا ويتلاعبوا، ويفيضوا إرهاباً وعذاباً واستلاباً وانسياباً واكتئاباً، من دون حسيب أو رقيب. ظنّ هؤلاء الحكام أن قطر من الممكن أن تصبح دولة عظمى، وأن تتجاوز حدودها الضيقة وإمكاناتها المتواضعة، عن طريق قناة وظيفتها بث الرث والغث، وكذلك الإتكاء على زمرة من المهرطقين، المرتزقين، بدءاً من القرضاوي، وانتهاءً بعزمي بشارة، الذي تحول فجأة من عضو في الكنيست الإسرائيلي إلى مُنظر «ليبرالي عروبي، إسلامي»، وبهذه الفسيفساء الرمادية، وضعت قطر أقدامها على فتوحات وهمية في الأمصار والأقطار، وذهبت بعيداً عندما وجهت سهامها إلى أقرب الأقربين، في دول الخليج العربي، متقربة من إيران وحزب الله والحوثيين، معتقدة أنها بهذا الإغواء الإيراني تستطيع أن تهدد وتتوعد وترعد وتزبد. الآن وبعد صبر جميل، حان وقت الحساب، ولا بد لليل أن ينجلي، ولا بد وأن يعرف حكام قطر أن الحقائق تبقى حقائق مهما حاول المغرضون طمسها، لأنك لا تستطيع أن تغطي السماء بمنخل، ولا حتى بقناة الجزيرة، فقط هي قطر الدولة الصغيرة، التي لا تساوي مساحة قرية في السعودية، إذاً فلماذا المزايدات، ولماذا التمادي في الافتراء والهراء، ولماذا جعل من السراب ماء عذباً، ومن الأرض القاحلة تربة معشوشبة؟ لماذا لا يفهم الصغار أنهم مهما فتلوا الشوارب وعرضوا الأكتاف، يبقون صغاراً، وعليهم أن يقولوا الله حق. الآن وبعد أن بدأ الحساب، على حكام قطر أن يصحوا وأن يفركوا جفونهم جيداً، ليروا لون البحر كيف صار كئيباً، لأن الألعاب النارية التي كانت تمارسها قطر، والأسلحة المهربة إلى هنا وهناك، سوف تخبو وينطفئ وميضها. أما أجواء قطر، فلن تحلق فيها سوى الطيور. ولا أعتقد أن الإغراءات المادية التي تقدمها حكومة قطر للمواطنين، سوف تسكت أصواتهم، لأن السيل وصل الزبى، والوادي فاض بالطمي، وعلى من زرع المصائب للآخرين يجب أن يحصدها. أقول إن القطريين لن يطول صبرهم، لأن ما فعلته حكومتهم يفوق التصور، ويتجاوز حدود انتظار ما تتجلى عنه الأحداث. وعندما يسمع مواطنو قطر أن من أبدى استعداده بالتعاون مع قطر هم الحوثيون، سوف يعرفون الحقيقة ويعرفون حجم سياسة حكومتهم.