قالها أبو خالد، الإمارات والسعودية في خندق واحد، بقوة الموقف وصرامة الرأي وصلابة العزيمة ووضوح الرؤية، الكثير من الأحداث مرت على المنطقة، وكانت أحداثاً جساماً، ولولا الحزم والعزم لدولتين خليجيتين، فهمتا المغزى جيداً، فدخلتا بسلاح الوعي والإيمان والثقة بالنفس والثبات على الموقف.. أهم هذه الأحداث هي الأزمة اليمنية، فلولا الهبّة السعودية الإماراتية لأصبح اليمن اليوم غنيمة تتقاذفها أيد البطش والعدوان، ولولا عاصفة الحزم لأصبح اليمن كله من أقصاه إلى أقصاه في خبر كان وترتع على أرضه وأنقاضه ميليشيات الغدر والطغيان، وتغيرت موازين وتحولت معايير، لولا اليقظة السعودية الإماراتية لأصبحنا اليوم نتحسر على اليمن كما نحن نتحسر على لبنان وسوريا والعراق، فالذئاب المفردة والذئاب المجتمعة، تسير جنباً إلى جنب لأجل القضاء على كل ما يمت إلى العروبة وتحويل المنطقة تحت الوصاية الفارسية، وهذا حلم قراقوش الجديد، وهذا حكم أصدره الفكر الشوفيني منذ أن أصبحت إيران دولة معممة، ولكن هذا الجشع، وهذا الوهم، وهذا الخيال المريض قد تم إحباطه بفضل من تولوا مهمة إنقاذ اليمن وحماية عروبته وإسلامه من التلوث، ومن عدوى الأوبئة القادمة من الكهوف والسقوف الخفيضة. نعم الإمارات والسعودية في خندق واحد، لأن الهدف واحد، وهو دحر العدوان وتحرير العقل البشري من الأنانية والبغضاء، ومنع تسرب أفكار المغالطات والخربشات واللعب على الوجدان الإنساني بسرد حكايات تاريخية هي أقرب إلى الوهم.. نعم الإمارات والسعودية في خندق واحد لحماية العرين الخليجي من التشويه والتسويف والتحريف والتخريف، ووضع حد للمياه الملوثة من التسرب إلى منازل الناس الشرفاء وصد تيارات الغبار والسعار ليبقى الخليج عربياً لا تشوبه شائبة كذب ولا تنوبه نائبة خديعة.. نعم الإمارات والسعودية في خندق واحد لأن القيم واحدة والدم لا يصير ماء.. نعم الإمارات والسعودية في خندق واحد لأن المصير واحد، والعدو مشترك ومن فجر التاريخ والناس هنا وهناك يوردون الماء من نبع واحد والطريق ممتد من الوريد إلى الوريد في الجسد الواحد والروح الواحدة والثقافة الواحدة والحلم الواحد. الإمارات والسعودية في خندق واحد لأنهما يسعيان إلى تكريس المبدأ الواحد هو الحب بين الناس واحترام إرادة الشعوب ومشاعرها وقيمها وحقوقها.. الإمارات والسعودية في خندق واحد لأنهما تشتركان في التطلعات نحو غد بلا أمطار حمضية. Ali.AbuAlReesh@alIttihad.ae