كانت العبارة الأجمل.. آن الأوان يا أفريقيا قالها الرئيس جاكوب زوما رئيس جنوب أفريقيا بالأمس، وهو يعلن افتتاح أعظم بطولات كرة القدم على سطح الكرة الأرضية في جنوب أفريقيا.. قال الرئيس بفخر لقد تحول الحلم أخيراً إلى حقيقة.. وها هي بطولة كأس العالم أفريقية. لقد نالت جنوب أفريقيا هذا الشرف العظيم بفضل الأسطورة زعيم الحرية والمناضل ضد العنصرية نيلسون مانديلا الذي غاب عن الافتتاح، بسبب حادث مأساوي تسبب في وفاة حفيدته (13 عاماً).. لكنه وجه رسالته للشعب بأن يشارك وأن يستمتع بالحدث العالمي الكبير. لم يكن حفل الافتتاح أسطورياً لكنه كان معبراً عن أفريقيا وتراثها الفريد من نوعه.. وأعتقد أن ذلك كان هو الهدف الأهم.. فإبراز أفريقيا السمراء العظيمة كان أكبر بكثير من مجرد الانبهار بالتقنيات والصرعات الحديثة التي أصبحت ملازمة لكل حفلات الافتتاح في كل مكان، ركزت جنوب أفريقيا على الإنسان الأفريقي في لوحاتها وفي غنائها وإيقاعاتها بمزج أبناء البلد البيض والسود معاً، تعبيراً عن الزمن الجديد والفكر الجديد الذي يحترم الجميع بصرف النظر عن العرق والدم واللون. وإذا كان بعض فريق العمل في قناة الجزيرة صاحبة الحقوق لم يعجبهم حفل الافتتاح.. فنحن نقول لهم ونحن أيضاً لم تعجبنا تغطيتكم في اليوم الأول من المونديال.. فلقد دفعنا لكم من أجل تغطية غير عادية وغير كلاسيكية نستمتع فيها بكل ما يخص الحدث الكبير في جنوب أفريقيا على اتساعها وليس فقط استوديوهات الملاعب.. كما أننا نعيب عليكم انقطاع البث بصورة متكررة في المباراة الافتتاحية بين جنوب أفريقيا والمكسيك.. هذا إضافة إلى إعلانكم نقل 22 مباراة مجانية على القنوات المفتوحة، بعد أن تعاقد الجميع واشترى السلعة التي باعها لنا عملاؤكم بنظام السوق السوداء! نذهب إذن إلى مباراة الافتتاح التي انتهت بالتعادل 1/1 بين جنوب أفريقيا والمكسيك.. ورغم تعاطفنا مع أصحاب الأرض الأفارقة، إلا أن النتيجة لا بأس بها أمام أخطر فرق المجموعة في تقديري وهو الفريق المكسيكي، ولا شك أن التحكيم الآسيوي الذي يقوده ابن الإمارات يوسف السركال كان أكثر الناس سعادة بإدارة طاقم آسيوي لمباراة الافتتاح، لا سيما أن الطاقم كسب احترام الجميع بإلغائه هدفاً لمنتخب المكسيك أحدث جدلاً كبيراً، لكن خبراء التحكيم أكدوا صحة إشارة رجل الخط وتصديق حكم الساحة على القرار.