الإبلاغ عن مخالفي الإقامة، بداية الغيث، لتنظيف المجتمع من الجريمة بشتى أنواعها، وأصنافها وأطيافها.. الإبلاغ عن كل من يريد أن يكسر القوانين، ويحطم النظم، ويتجاوز الأسس، ويقفز فوق كل ما من شأنه أن يحفظ كرامة الوطن، وعزته ومكانته وقامته، فإنه رسالة لكل إنسان شريف عفيف، وصادق مخلص، يريد لهذا الوطن أن يعيش في أمن وأمان، وطمأنينة واستقرار، ورفعة ورقي ونهوض.. فالذين يريدون أن يدخلوا البلاد، ويستقروا على أرضها، بلا هوية ولا هوى، غير الابتزاز والاستفزاز، والتوغل في شرايين الوطن، بثقافة الفوضى، وقيم اللامبالاة، ومبادئ الاختراق أم الاحتراق، فهؤلاء أجسام غريبة ومريبة، بل وهي مصيبة المصائب إذا تسترنا على هذه الفئة، واستطاعت أن تحقق مآربها في العيش على أرضنا دون أي سند قانوني، يوفر لها غطاء البقاء، بسلام ووئام.. ومساهمة الشرفاء من أبناء البلد والمقيمين على حد سواء، في الإبلاغ عن كل من تثبت إدانته في المخالفة فإذن ذلك يمنح الوطن عافية التخلص من البراثن المؤلمة، ويحصنه من أنياب كائنات قد تصبح حرائق من تحت رماد الصمت والتكتم.. مساهمة الناس جميعاً، هي في النهاية، حماية ورعاية وعناية لمصالحهم، ولمستقبلهم، ومصيرهم، ووجودهم.. فهؤلاء الذين يندسون بين الناس، وهم مخالفون مختلفون عن طبيعة الناس، قد يرتكب الواحد منهم جريمة قتل أو اغتصاب، أو سرقة، وفي غياب الهوية والإثبات الشخصي، تضيع حقوق، وتهدر مكتسبات، وتغيب معالم وملامح، وتشيع الفوضى، وتعم السلوكيات المنحرفة، والتي تؤدي إلى حالة الارتباك المجتمعي، مما يؤثر سلباً على التطور الاقتصادي، والسلام الاجتماعي، والازدهار الثقافي.. لذلك، فإن إطلاق حملة ساهم من جهة وزارة الداخلية، والدعوة إلى مساهمة الجميع في هذا المشروع الوطني النبيل، يصب في خانة التعاون والتعاضد والاصطفاف والالتفاف جميعاً، في موكب واحد، ومركب واحد، من أجل تحصين بلادنا من كل غث ورث، وحماية منجزاتنا الوطنية من العبث وتعقيم بلادنا من التسلل والتحلل، والزلل والمَلل، وحماية الأوطان واجب مقدس، تفرضه علينا جميعاً قيمنا الإنسانية، ومبادئنا الأخلاقية.. والبحث عن كل من خالف القانون، وملاحقته ومتابعته، ليس فقط فعلاً مرهوناً لدى رجال الشرطة، بل هو فعل يجب أن يفعله الجميع، ويجب أن نرفعه ولا نكسره، حتى تعتبر الجملة الاجتماعية مكتملة المعنى، والبلاغة والصياغة.. واجبنا جميعاً أن نهب هبّة رجل واحد، لنكون معاً مع رجال الشرطة، صفاً واحداً، وهماً واحداً، لنحمل الرسالة، وننثرها وروداً زاهية، على أرجاء الوطن.. نحن جميعاً تقع على عاتقنا هذه المسؤولية، فيجب أن نتحملها بصدق، التزاماً أخلاقياً مبعثه عاداتنا، ومنبعه ديننا.



marafea@emi.ae