لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع أن يُهدي فوزي الشاوشي حارس مرمى الجزائر النقاط الثلاث لمنتخب سلوفينيا، ليخرج ممثل العرب الوحيد من الجولة الأولى خالي الوفاض وليحتل المركز الأخير في مجموعته خلف سلوفينيا وإنجلترا وأميركا.
ولم يكن الشاوشي ليُشارك في المونديال لولا قرار الاتحاد الأفريقي الذي منحه فرصة المشاركة لأول مرة في المونديال رغم إيقافه ثلاث مباريات عقب الخطأ الذي ارتكبه في حق حكم مباراة الجزائر مع مصر في نصف نهائي بطولة أفريقيا بأنجولا.
وكما يقول المثل “جبتك عون.. طلعت فرعون” فإن الشاوشي بدلاً من أن يكون عوناً لفريقه في المهمة المونديالية التي عاد إليها بعد غياب 24 عاماً إذ به يخطئ الكرة التي سددها كابتن سلوفينيا لتدخل الزاوية اليسرى مُسجلة هدف المباراة الوحيد الذي منح الفريق السلوفيني فوزاً تاريخياً باعتباره أول فوز يحققه الفريق في المونديال بعد خسارته مبارياته الثلاث في مونديال 2002.
وبين عشية وضُحاها، وجد المنتخب الجزائري نفسه في موقف لا يحسد عليه، فليس أمامه إلا أن يكسب 4 نقاط من مباراتيه مع إنجلترا وأميركا ليتجدد أمله في التأهل للدور الثاني، أما إذا خسر في الجولة المقبلة أمام إنجلترا في نفس يوم عيد ميلاد كابيللو مدرب الإنجليز، وفازت سلوفينيا على أميركا، أو فازت أميركا على سلوفينيا فإنّ “مُحاربي الصحراء” سيُغادرون البطولة مُبكراً.. وهذا ما لا نتمناه!

لأول مرة في تاريخ كأس العالم يتعهد أحد المدربين بالفوز في المباريات السبع، بمعنى أنه يتعهد بالفوز باللقب، ولا أدري لماذا أطلق مارادونا مدرب الأرجنتين هذا التصريح الغريب الذي يضعه تحت ضغط هائل، ومن حقنا أن نتساءل وماذا يحدث لمارادونا لو لم يواصل منتخب الأرجنتين مشواره حتى النهاية، وهو الفريق الذي حقق فوزاً صعباً على نيجيريا في مباراة كسب فيها حارس نيجيريا التحدي مع ليونيل ميسي أحسن لاعب في العالم!

نظراً لكثرة حوادث السرقة في المونديال أقترح على الزملاء في “الاتحاد الرياضي” تخصيص صفحة “حوادث وقضايا المونديال” بعد أن باتت المساحات المخصصة لرصد حوادث المونديال لا تكفي.

في لقاء إنجلترا مع أميركا أثبت الحارس الإنجليزي “جرين” أنه أكثر سهولة من “الجرين كارد” الأميركي!
إنه مونديال لا يعترف بالأخطاء الساذجة.
ومن جرين إلى الشاوشي يا قلبي لا تحزن!


issam.salem@admedia.ae