سقط الديك الفرنسي صريعاً أمام المكسيك في الجولة الثانية من دور المجموعات ضمن نهائيات كأس العالم التي تقام حالياً في جنوب أفريقيا وكانت المباراة انتصاراً للتوقعات المسبقة والتي كانت تشير إلى أن بطل كأس العالم عام 1998 لا يبدو في أفضل حالاته وبغض النظر عن الطريقة التي وصل بها إلى النهائيات وبلمسة يد خاطفة من تيري هنري. كان الهدف الأول عبارة عن شهادة كفاءة بحق التحكيم الآسيوي وخصوصاً الحكم الإيراني الذي نال إشادة من جميع المحللين لشجاعته في عدم رفع الراية وهو ما أسفر عن هدف شرعي يحمل رقم 2100 في تاريخ كأس العالم، أما الهدف الثاني فكان من ضربة جزاء سليمة لم يتردد السعودي خليل جلال في احتسابها ليتصدى لها المخضرم بلانكو وتكون رصاصة الرحمة المصوبة مباشرة في قلب الديك. الحقيقة التي يجب ألا يغفل عنها الفرنسيون هي أن زيدان ترك الملاعب، وفي ليلة باردة مثل تلك لا بد أن يفتقد الفرنسيون زيدان وهو الذي صنع للفرنسيين المجد في كأس العالم وهو المجد الذي لم يقو عليه نجمهم الأسطوري ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوربي حالياً. عندما كان زيدان في أفضل حالاته تمكن من قيادة المنتخب الفرنسي إلى الكأس للمرة الأولى في تاريخ أحفاد شارلمان في ستاد الأمراء في ليلة باريسية حالمة عندما سجل برأسه ثنائية في مرمى البرازيل، وعندما غاب عن مونديال كوريا واليابان خرج الفرنسيون من الدور الأول. وعندما عاد في ألمانيا عام 2006 وهو يحزم حقائبه الأخيرة للرحيل عن كرة القدم تعملق من جديد وقاد منتخباً لم يكن يمتلك المؤهلات اللازمة ليقوده إلى المباراة النهائية للكأس ويخسر البطولة بضربات الترجيح أمام إيطاليا، ولم تحضر الخسارة سوى بعد خروج زيدان نفسه مطروداً بعد نطحته الشهيرة. واليوم زيدان موجود هنا في جنوب أفريقيا ولكنه لسوء حظ الفرنسيين ليس في الملعب ولكن في مقاعد المتفرجين ولا يملك ما يقدمه للفرنسيين سوى الدعم المعنوي بينما هم في حقيقة الأمر بحاجة إلى ما هو أكثر من ذلك. النجم الفرنسي السابق كاريمبو لم يجاف الحقيقة لما قال عن فرنسا إنها تبحث عن زيدان جديد، ولكن من أين لها أن تحصل عليه والأساطير لا تظهر بهذه السهولة، ومن يدري فقد يعود زيدان يوماً كما فعل مارادونا، فلربما يعيد الإلهام الغائب عن فرقة الديوك ولربما ينجح يوماً في إصلاح ما أفسده دومينيك. ralzaabi@hotmail.com