السمنة لم تعد مرض الأثرياء فقط، إذ وضمن هذا السياق، لم تستطع أياً من بلدان العالم أن تطور أدوات فعالة للسيطرة على هذا المرض، والأغرب من ذلك أن السمنة لم تحظ بالاعتراف الكامل كمرض حتى من قِبَل بعض العاملين في الحقل الصحي. وعلى الرغم من أن العلاقة السببية بين زيادة الوزن والسمنة والعديد من الأمراض المزمنة والخطيرة الأخرى كالسكري وأمراض القلب والشرايين وبعض أنواع السرطان، وكذلك الاضطرابات الأيضية والتنفسية والهضمية، وبعض أمراض العظام وبعض الأمراض النفسية والاجتماعية واضطرابات النوم والوفاة المبكرة أصبحت مفهومة بشكل أوضح مما كان معروفاً، إلا أننا لم نحشد الجهد المناسب للحد من هذا المرض العالمي بشكل فعال. النتائج التي أظهرتها الدراسات الحديثة حول أن 60% من الخليجيين مصابون بالسمنة والتي كشف عنها خلال اللجنة الخليجية للتوعية والإعلام الصحي التي اجتمعت مؤخراً في دبي، تدق ناقوس الخطر حيال هذا المرض، فضلاً عن الأمراض المزمنة الأخرى التي تضم السكري وهشاشة العظام وضغط الدم وأمراض القلب والسرطان، بالإضافة إلى 4 أمراض أخرى، تعد من أهم أسباب الوفيات في العالم رغم أنه يمكن تجنب أو تحسين السلوكيات المؤدية للإصابة بها. الاجتماع في حد ذاته خطوة في الاتجاه الصحيح نأمل أن تتبعها خطوات لتأسيس جهد إقليمي مدروس وقوي وعاجل لمكافحة السمنة وكذلك الأمراض المزمنة الأخرى التي باتت تشكل تحدياً. ما أسفرت عنه نتائج الاجتماع حملة خليجية للتوعية بـ 10 أمراض مزمنة لمدة 3 سنوات، يتحمل تكاليفها القطاع الخاص، خطوة تحسب لهذا القطاع لو قام بها، فقد اعتدنا من القطاع الخاص أن يأخذ ولا يعطي. السمنة منتشرة وبشكل واسع إذا كنت غير مصدق.. يكفي أن تتوقف أمام إحدى المدارس لتتأمل جموع الطلبة خلال انصرافهم منها، ستلحظ بلا شك أجساماً أفرطت في السمنة، ومعالم طفولة ضاعت وسط كروش مترهلة وشحوم متكدسة لم تكن في جيل الآباء والأجداد من قبل، ما يدفع الجهات المعنية الى ضرورة إعداد استراتيجية خليجية موحدة للتوعية والإعلام الصحي وضرورة توحيد الجهود في هذا المجال مع تطوير البرامج الإعلامية الموجهة للجماهير. jameelrafee@admedia.ae