لست مشجعاً للأرجنتين ولكن أجد نفسي أتعاطف معها وأتمنى لها الذهاب بعيداً في هذا المونديال وذلك ليس لشيء ولكن من أجل ذلك الأسطورة والشخصية الكاريزمية دييجو أرماندو مارادونا. من يشاهد مارادونا وهو يقفز من الفرحة ويتحول إلى طفل صغير كلما أحرزت الأرجنتين هدفاً، قد لا يصدق أن هذا هو اللاعب الذي كان يصنع بالكرة العجب العجاب ويحول اللعبة إلى شيء مدهش أقرب إلى الخيال وأبعد من المستحيل. هو الذي نشأ في أحد أحياء بيونيس ايريس الفقيرة لتنتشله العين الخبيرة ويذهب إلى ارجنتينيوس جونيورز ومنه إلى البوكا ثم برشلونة قبل أن يصبح أميراً على نابولي ويدخل في علاقات خاصة مع الكامورا، والمخدرات ويتحول إلى مدمن ويدخل إلى المستشفى ويقترب من الموت وتخفق من أجله القلوب ولكنه يزداد حباً للحياة ثم يكتسب الكثير من الشحوم حتى يصبح أقرب للكرة التي كان يتلاعب بها قبل أن يعود رشيقاً كما كان. هو اللاعب نفسه الذي بكى عندما تم إبعاده في كاس العالم 1978 لصغر سنه، ثم عندما شارك في 1982 كانت الضغوط أقوى منه، وفي 1986 كان الحدث بأكمله، وفي 1990 قاد فريقه من قمة الإحباط إلى نهائي المونديال وخسر بضربة جزاء أبكت عيونه من جديد وفي 1994 سجل هدفه الرائع قبل أن يتم استبعاده بتهمة المنشطات. ليعود مجدداً في 2006 مشجعاً ويسلب الأضواء من الجميع وهو في المدرجات ثم ها هو يعود في جنوب أفريقيا 2010 مدرباً يحمل على عاتقه أن يقود التانجو إلى المجد الثالث ويتحول إلى الضوء الذي تحوم حوله الفراشات، حتى ميسي الأسطورة الجديدة لا يحصل على الاهتمام الذي يحصل عليه مدربه وقدوته في الملعب فقط. هو ليس بحاجة لكي يصبح وزيراً للرياضة كما فعل بيليه أو زيكو كما أنه ليس بحاجة لأن يصبح رئيساً لأحد الاتحادات القارية كما فعل بلاتيني، هو هكذا يحبه الناس أن يكون دييجو، النجم المحبوب وعاشق الأرجنتين الأول. حتى الآن تبدو مسيرة الأرجنتين في المونديال مثالية ولكنه يجب أن يستمر حتى النهاية لكي ينثر الإلهام بين لاعبي الفريق الذين يعتبرونه الظاهرة التي لا تتكرر، لذا فهم عندما يحادثونه يخفضون رؤوسهم هيبة واحتراماً، لا أستطيع أن أتصور كيف سيكون شكل دموع مارادونا هذه المرة لو لم تسر الأمور كما يحب، لذا على ميسي ورفاقه أن يكونوا عند حسن الظن من أجل الأرجنتين ومن أجل مارادونا. ralzaabi@hotmail.com