«كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون» نتمنى أن ينطبق هذا الحديث على مواقف قطر، ونتمنى أن تكون قطر قد تنبهت للخطأ الكبير، فالاعتراف بالذنب فضيلة، ونتمنى أن تعي قطر أن محيطها الخليجي خير لمصيرها ووجودها من شراك من تسربلوا بالحقد والضغينة حتى على الذين يأوونهم ويحتضنونهم وشواهد التاريخ البعيد والقريب كثيرة. قطر قادرة لو أرادت التحرر من أصفاد الإخوان ولو تسلحت بإرث وقيم أهل الخليج العربي وما سكن في وجدانهم من أشواق العشاق لكل ما هو جميل ونبيل وأصيل وسليل الآباء والأجداد. قطر ربما لأسباب خارجة عن إرادتها وقعت في فخ الإخوان وشربت من الكأس المر، ولكن عندما ينتصر الإنسان على ذاته وعندما يستيقظ الوعي يعرف أن الله حق وأن مصير دولة يجب ألا يرتهن بأهواء وأواء ووشاية من لا همّ له غير الفتنة وإشاعة بغض الزلازل في كل مكان يحل فيه ويرتحل إليه. قطر تعرف جيداً أن القرضاوي ليس قوة عظمى يمكن أن يبسط لها جناح الرحمة ويحميها من التلاشي والانهيار الداخلي فيما لو سارت نحو غلوه سير الوديان والطوفان باتجاه الأخضر اليانع، قطر تفهم ذلك جيداً وأنها جزء لا يتجزأ من النسيج الخليجي العربي الذي يشكل هويتها وسيادتها وثقافتها، فإن تداعي هذا النسيج لن تبقى قطر في منأى من الخطر وبعد فوات الأوان لن يفيد البكاء على المصير المسكوب. إذاً نتمنى أن ينجح الاتفاق وتتنقى الأجواء الخليجية من كل عواهن وشواحن ومآسن وأن يظل الخليج العربي صافياً عفياً نقياً شقياً من بقع زيت تعكر الأجواء وتسيء إلى الحياة. نتمنى لهذا الاتفاق ألا يصير حبراً على سطح أملس تزيح أنفاس الذين لا يحبون الصفاء ولا يريحهم الإخاء ويزعجهم كثيراً.. كثيراً أي انتماء إلى خليج واحد. نتمنى أن تخطو قطر خطوات حثيثة باتجاه الأشقاء وأن تدع الماضي الملوث مع أمواج الرياح العاتية الذاهبة بعيداً عن إقليمنا وحياتنا وأن تفكر ملياً باليوم الذي يعيدها إلى الصف الخليجي طالبة نجيبة بلا عشواء ولا شعواء ولا غوغاء ولا أشياء أخرى. نتمنى أن تصفي قطر فضاءها من التشويش والتهويش والتجييش والتجشيش وأن تشيح بوجهها عن أولئك الذين راهنوا على الوهم والذين استغلوا الثغرة الضيقة فانهالوا يسومون العالم عذاباً واضطراباً واحتراباً واستلاباً وانتهاباً.. نتمنى لقطر أن ترفع راية الحب لأهلها وناسها وتلفظ النوي والبقايا والرزايا والنوايا. Uae88999@gmail.com