نادي الشباب يتمتع بخصوصية ينفرد فيها عن سواه من الأندية، فكل من ينتمي إلى هذا الكيان، من إدارة وجماهير هم في الأصل أهل وأقارب وجيران، وقد لا تتصف جماهير الشباب بالكثافة العددية، ولكنها تتفوق على غيرها بعشقها الطاغي لشعار «الجوارح» رمز العلاقة الأبدية، وتتميز بشكل أكبر وأشد، أنها تتوارث الانتماء لهذا النادي أباً عن جد، هي شديدة العشق ومفعمة بالحب، يصل في أحيان إلى درجة التعصب، وقد يكون من المستحيل على هذه الجماهير أن تملأ المدرجات، ومع ذلك ليست هذه العبرة، فما الجدوى من الكثرة، في ظل تنامي ظاهرة شراء المشجعين والجماهير المستأجرة؟ جماهير نادي الشباب حقيقية وليست مستأجرة، لذا من الطبيعي أن تشعر بالغضب وهي ترى النجوم يتسربون من جدران النادي عاماً بعد عام، وترى أن معشوقها الأخضر هو الوحيد الذي لا تنتهي أزمته المادية، ثم تصل إليها الأخبار عن أسماء مرشحة للبيع خلال الفترة المقبلة، فهذه الجماهير يلفحها لهيب الصيف، وتقرصها برودة الشتاء، وتنتظر وتنتظر ولا يحضر الربيع، لذا فمن الطبيعي أن تلقي هذه الجماهير باللائمة على إدارة النادي واستراتيجية البيع. أما إدارة نادي الشباب فقد تحملت طوال الفترة الماضية سيلًا جارفاً من الانتقادات ومازالت تتحمل، وعندما تقوم بالتفريط في أحد نجوم الفريق فهي تسير على مبدأ «مجبر أخاك لا بطل»، ورغم كل النجوم الذين غادروا النادي يحسب لهذه الإدارة أنها حافظت على كيان وشخصية الفريق، فما يزال رقماً صعباً، وبغض النظر عن ضيق ذات اليد وقلة المادة، لا يزال نادي الشباب نموذجاً حقيقياً للروح القتالية وقوة الإرادة. مخطىء من يظن أن نادياً مثل الشباب قد تتفشى فيه الخصومة، فكل من ينتمي إلى هذا النادي من إدارة وجماهير هم أقارب «وأبناء عمومة»، وما يحدث هي خلافات طبيعية بين أفراد العائلة الواحدة، وفي سبيل مصلحة البيت الأخضر، فمهما اتسعت رقعة الخلاف وتباعدت وجهات النظر، إلا أنه عتب الأحبة وخلافات الأشقاء يغلفها شعار «اختلفنا من يحب النادي أكثر». هذا ليس وقتاً للغضب، ولكنه للحب، ويجب إغلاق الملفات، وطي صفحة الخلافات، ففريق الشباب على موعد مع نصف نهائي البطولة الخليجية، وقد تكون جماهير الشباب عاتبة على الإدارة، ومن حق المحب أن يعاتب، ولكنه لا يعاقب، ولن يكون غياب هذه الجماهير عن الفريق مبرراً، فهي لا تعاقب الإدارة إلا بقدر ما تعاقب نفسها، وهي التي ستحصد المرارة إذا ما ودع الفريق البطولة ولم يحقق كأسها. Rashed.alzaabi@admedia.ae