(إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى? وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ) صدق الله العظيم، لقد دخلت قطر في الظلمة، وفي الظلمة عتمة وقتامة، لا تستطيع أن تستدل من خلالها على الحقيقة. حاولت دول الخليج العربي، وتحاول أن تساعد قطر على استعادة وعيها ولكن للأسف هناك الشياطين يكمنون في تفاصيل الموقف القطري، وهناك أصحاب الفتاوى المغرقة في الجهل والوهم، وهناك أرباب الشعارات الباطنية، يعممون الحقيقة ويخفونها تحت رداء من وباء، ويغامرون بكل شيء ويقامرون، ويقفزون فوق الوضوح، ليسبحوا في دهاليز العدمية والعبثية. قطر اليوم، أصبحت مستعرة بأفكار الهدم والضياع، والانصياع إلى الذات المتورِّمة، المتأزمة بالأنانية والكراهية والحقد، فالذي ينقلب على أبيه، وصاحبه وبنيه، فلا صعب لديه أن ينقلب على أشقائه، لأنه وجد في الانقلاب لذة، وفي التحول في المواقف سعادة، وفي مد الأذرع إلى كل المتناقضات قيمة وشيمة، الذي لا يعرف للحق طريقاً فإنه من الطبيعي أن ينغمس في الكذب والافتراء والهراء، وقول الزور، مستنداً بذلك إلى فلاسفة في تزييف الحقائق وعلماء في استنساخ الدجل والجدل العقيم. لا يعرف حاكم قطر أن ما يقوم به إنما هو نوع من الانتحار، ولن يكون هو أشجع من نيرون الذي أحرق روما، ولا من هتلر الذي أباد الملايين في أوروبا عندما فكر بنفسه، واستشاط، وانحط وغلط ودخل في اللغط حتى بانت له الحقيقة المرة، ولكن بعد فوات الأوان، فانتحر مدافعاً عن أوهامه. لن يكون حاكم قطر إلا ذلك النرجسي الذي نظر إلى صورته في بئر الماء، فأعجب بصورته، فانهال عليها حتى تلاشى في العدم. هذه هي سيرة الذين يكذبون.. ويكذبون، ويصدقون أنهم يكذبون لكنهم في أسر الكذب المتراكم تحجبهم أنفسهم عن قول الحقيقة والخروج من بئر الخديعة والمراوغات والضلال. لم أكن أصدق في يوم أنني سأكتب بهذا الأسلوب عن قطر، ولكن مرارة المواقف المخزية، تدفع بالوجدان لأن يصبح منجماً دخانياً، لا يصدر منه إلا غاز الكربون، هذا ما جنته علينا المواقف الضاربة في البخس والرجس، وسوء الحس، ونحن أمام هذا الظلام القطري لا بد أن نشعل الشموع، لنرى أمامنا وخلفنا، ونقول للأجيال، إنه في يوم من الأيام خرج من بين ظهرانينا رجل اسمه تميم، أراد أن يكون بطلاً لمسرحية تراجيدية، فإذا به يرتبك في كتابة السيناريو وفي الإخراج، فيضطر لأن يختبئ في معطف ألدّ الجيران عداوة للعروبة. Ali.AbuAlReesh@alIttihad.ae