أتدرون لماذا ودعت إيطاليا بطلة كأس العالم من الدور الأول لمونديال 2010 دون أن تكسب مباراة واحدة وبرصيد نقطتين فقط من تعادلين أمام باراجواي ونيوزيلندا وبخسارة مذلة أمام سلوفاكيا التي ظهرت لأول مرة في تاريخها في الأجواء المونديالية.
الإجابة سهلة وبسيطة ولا تحتاج إلى بحث وتنقيب، ومفادها أن الفريق الإيطالي لا يكسب كأس العالم إلا إذا دخل البطولة بفضيحة!
حدث ذلك في إسبانيا عام 1982 عندما وصل إلى مدريد بفضيحة مدوية كان بطلها باولو روسي الذي لاحقته في ذلك الوقت اتهامات بالتلاعب في نتائج المباريات بالدوري الإيطالي، وفاز المنتخب باللقب بعد مأزق كبير بالدور الأول، إلا أنه تجاوز الجميع بعد ذلك بمن فيهم الأرجنتين والبرازيل وألمانيا، فرقص رئيس إيطاليا العجوز ساندرو برتيني في المدرجات، ونسيت إيطاليا فضيحة باولو روسي الذي تحول من متهم قبل البطولة إلى بطل قومي دخل تاريخ الكرة الإيطالية من أوسع أبوابه.
وفي مونديال 2006 دخل الفريق الإيطالي أجواء البطولة في ألمانيا، بعد أحداث صاخبة في الدوري الإيطالي باتهام يوفنتوس وميلان بالتلاعب في نتائج المباريات في فضيحة أدت إلى سحب اللقب من اليوفي وهبوطه إلى الدرجة الثانية، وحرمان الميلان من 17 نقطة قبل تخفيضها إلى 8 نقاط فقط في الموسم التالي، ومع ذلك استطاع مارشيلو ليبي مدرب الفريق ولاعبوه أن يتجاوزوا تلك المحنة وأن يفوزوا باللقب بعد 24 عاماً من فضيحة 82!
والتفسير الوحيد لتلك الحالة الغريبة والعجيبة أن الإرادة القوية تولد من رحم المعاناة، فاللاعبون في الحالتين، عام 1982 وعام 2006 أرادوا أن يثبتوا للجميع أن منتخب إيطاليا أكبر من المحن والأزمات، لذا انتفضوا وتمردوا على الواقع المؤلم وأبهروا العالم وهم يكسبون أغلى لقب على الرغم من الفضائح التي كانت حديث كل العالم.
وعلى العكس تماماً دخل الفريق الإيطالي مونديال 2010 بلا فضائح، ومع ذلك ظهر بلا لون ولا طعم ولا رائحة، والأهم من كل ذلك بلا هيبة، فوجده المنافسون لقمة سائغة، حتى أن نيوزيلندا التي صعدت بملحق على حساب البحرين لم تجد صعوبة في التعادل معه، قبل أن يوجه له لاعبو سلوفاكيا حديثو العهد بالمونديال رصاصة الرحمة ليضعوا مدربه مارشيلو ليبي في مهب الريح.
ويبدو أن البطولة الحالية قررت أن تنصب مشنقة للكبار، فمع نهاية الدور الأول أجهزت على منتخب إيطاليا بطل كأس العالم وعلى وصيفه منتخب فرنسا، ليجد لاعبو الفريقين أنفسهم يتابعون ما تبقى من أحداث البطولة من خلف شاشات التلفاز، بعد أن كانوا نجوم الشباك قبل 4 سنوات.
ومن الديك الفرنسي إلى البيتزا الإيطالية.. يا قلبي لا تحزن!

issam.salem@admedia.ae