اختتمت في عاصمتنا الحبيبة الليلة قبل الماضية فعاليات أول اجتماع بين الدول العربية ودول جزر المحيط الهادئ «الباسفيك»، والذي أسفر ضمن ما أسفر عنه، اختيار أبوظبي مقرا لأول منتدى «عربي باسفيكي».
وعشية انعقاد الاجتماع، اتصل بي زملاء من إذاعات عربية ووسائل إعلام أجنبية للتعليق على الحدث غير المسبوق، والتعرف إلى دلالاته.
لقد كان احتضان أبوظبي لأول اجتماع بين الجانبين ثمرة من ثمار الدبلوماسية النشطة لدولة الإمارات بقيادة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية وجولاته المكوكية إلى مختلف أصقاع الأرض، مترجما رؤى قائد المسيرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، ببناء وتعزيز روابط الإمارات ومختلف البلدان الشقيقة والصديقة، روابط وصلات تقوم على نهج راسخ خطه لهذا الوطن القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه.
قبل فبراير الماضي لم يسمع أغلبنا بتلك الجزر، لولا جولة سمو وزير الخارجية إلى دول جزر الباسفيك وتنقله بينها يضع لبنات علاقات جديدة تقوم على شراكة حقيقية، فيها منافع ومصالح متبادلة. وهي الشراكة التي قال عنها سموه في مؤتمره الصحفي بقصر الإمارات مساء أمس الأول، إن ثمارها ستعود على العرب جميعا، برنامج شراكة تدعمه الإمارات بخمسين مليون دولار على مدار خمس سنوات يتعلق بتنمية مصادر الثروة السمكية والبنية التحتية والطاقة عبر المصادر المتجددة وفق دراسة لصندوق أبوظبي للتنمية.
لقد كان عقد المنتدى إضافة جديدة تضاف للأصوات الداعمة للحق العربي من جهة وبناء مسار جديد للعلاقات بين إقليمين بتنسيق المواقف المشتركة من القضايا والتحديات التي تواجه العالم، وفي الوقت ذاته بناء شبكة من المصالح التجارية والاقتصادية المتبادلة.
جولة عبدالله بن زايد في دول جزر الباسفيك كانت الأولى لمسؤول عربي في تلك المنطقة التي غاب عنها العرب كثيرا وطويلا. وقد استغل ذلك الفراغ والغياب من قبل غيرهم، وكانت النتيجة أن أصوات أكثر من 15 دولة في ذلك الإقليم كانت بعيدة عن العرب وقضاياهم.
إن احتضان أبوظبي لمقر الأمانة العامة لمنتدى التعاون والتنسيق بين الدول العربية والباسفيك يمثل امتداداً لنجاحات دبلوماسية الإمارات، والتي كان من ثمارها أيضا اختيار أبوظبي مقرا للوكالة الدولية للطاقة المتجددة «إيرينا»، وبما يجسد الثقل الإقليمي والدولي للإمارات، بعد أن أصبحت مركزا سياسيا واقتصاديا وثقافيا مهما في المنطقة، وما هذه المؤتمرات والملتقيات والندوات والوفود الزائرة على أعلى المستويات وفي مختلف المجالات الميادين والمجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، إلا صورة من صور المكانة التي تحققت للإمارات.
عبدالله بن زايد اختتم ملتقى العرب والباسفيك، وبعد ساعات كان يحط الرحال في ألبانيا، حيث دشن مطارا يحمل أغلى الأسماء على قلوبنا.. مطار الشيخ زايد. ويقدم صورة جديدة لحيوية دبلوماسية الإمارات القائمة على قلب وعقل منفتح ومصالح متبادلة لما فيه منفعة الجانبين. رحلات وجولات تنسج شراكات قال عنها سموه «إنها تؤكد سجلنا الدولي الحافل»، وهو ولله الحمد سجل مشرف عنوانه الخير لأجل الجميع، ديدن إمارات المحبة التي نقول «الله يحفظها دوم شامخ علمها، متعالية ما تنجب إلا مشاهير».

ali.alamodi@admedia.ae