بدأت الأدوار النهائية للمونديال، وأصبحنا أمام متعة من نوع آخر، ولكل الذين لم يستمتعوا بما فيه الكفاية لغياب الكرة الجميلة عن مونديال جنوب أفريقيا أقول: جاءتكم الفرصة للتعويض .. فإن كان الاستمتاع لم يكن حاضرا في الأدوار الأولى لأسباب كثيرة، فإنه بالتأكيد قد حضر من الأمس وسوف يصل إلى ذروته اليوم وسيستمر حتى الحادي عشر من يوليو، فإن غابت جماليات اللعبة فأمامنا قوة التنافس وهذه في حد ذاتها قمة الإثارة والمتعة. أمامك اليوم على سبيل المثال وليس الحصر مباراة إنجلترا وألمانيا، ويكفيك أن تعيش لحظات الترقب من أجل أن تعرف من الذي سيفوز في نهاية الأمر، ولن يتوقف اليوم عند هذه المذبحة اللذيذة إذا جاز التعبير في مباراة تعتبر بمثابة كلاسيكو القارة العجوز، فبعدها ستأتيك معركة ألذ بين المكسيك والأرجنتين. وفي الأيام القادمة أنت على موعد مع هولندا وسلوفاكيا ثم البرازيل وشيلي ومن بعدهما بارجواي واليابان ويختتم دور الـ 16 بديربي من الوزن الثقيل بين الجارتين إسبانيا والبرتغال. ولعله من الإنصاف أن نعترف أن مونديال جنوب أفريقيا لا يخلو من المتعة والمفاجآت، وماذا تريد أكثر من خروج البطل ووصيفه وصاحب الضيافة وهي أمور ثلاث تحدث لأول مرة من بداية المونديال في عام 1930، كما أن هذا المونديال اكتسب أنواعاً أخرى من الإثارة والجدل بفضل آلة النفخ المعروفة بالفوفوزيلا والتي وصلت إلى أسواق الإمارات وبفضل الكرة العجيبة المسماة بالجابولاني ويفرضها الفيفا فرضا كما فرض استمرار الفوفوزيلا التي أضرت بكرة القدم وآذان البشر وكأن رجال الفيفا وفي مقدمتهم بلاتر هم الوحيدون في العالم الذين لا يسمعونها ! لم أكن أتصور أن يأتي اليوم الذي أكره فيه مشاهدة مباراة يكون طرفها المنتخب البرازيلي لكنه للأسف جاء .. إنه مساء أمس الأول الذي التقى فيه البرازيليون مع البرتغاليين في أسوأ مباريات المونديال حتى الآن .. لم يكن ذلك فقط بسبب اتفاق غير مكتوب فرضته مصالح الفريقين بالرضا بالتعادل بخاصة في الأوقات الأخيرة من المباراة لكن السبب الأهم هو ظهور البرازيل تحديدا بهذا المستوى الباهت الذي لم نتعوده أبدا على مر التاريخ المونديالي. لقد أحببنا البرازيل لأننا نجد فيها ضالتنا بكتيبة متألقة دوما من النجوم .. لكني بحثت عن نجم واحد يمتعني فلم أجد .. إذن هي ليست البرازيل التي نعرفها والتي أشك كثيرا ليس في فوزها بالبطولة .. بل أشك في قدرتها للوصول إلى المباراة النهائية .. والسؤال : هل بدأ عصر أفول منتخب السامبا ! كلمات أخيرة لا يكتفي الإماراتي المونديالي على بوجسيم بتحليل المواقف التحكيمية في قناة الجزيرة الرياضية بل يسهم في إعطائنا جرعة من الثقافة التحكيمية غير المعتادة .. إنه إضافة مهمة إلى جانب المبدع جمال الشريف المونديالي السوري المعروف. “الشيخ” روراوة يبعد “الشيخ” “سعدان” عن تدريب المنتخب الجزائري الشقيق .. هكذا تدفع الكفاءات العربية الثمن ! الصحفية الشجاعة ردت الصفعة بصفعتين واحدة في ملعب المباراة والثانية في ملعب الفيفا ! mahmoud_alrabiey@admedia.ae