أفهم تماماً أسباب الاتحاد الآسيوي عندما أقر تطبيق قاعدة (3+1) وإلزام الأندية المشاركة في بطولاته أن يكون الأجنبي الرابع آسيوياً، وذلك بهدف تشجيع تدوير اللاعب الآسيوي في الدوريات الآسيوية، ولكن لست أفهم لماذا يصر اتحاد الكرة هنا على مواصلة إقرار نفس القاعدة التي تبين عدم جدواها، كما لا أفهم سعي الأندية ليس لإلغاء هذا النظام ولكن الالتفاف عليه لتتنازل عن حقها المشروع الذي كفلته لها اللوائح والقوانين، علماً أن هذا التنازل وذلك الالتفاف، ليس مجانياً ولكنه قد يكلفها مئات الآلاف. هذا هو الموسم الرابع الذي يتم من خلاله تطبيق قاعدة (3+1)، ومع هذا لم يكلف الاتحاد نفسه، ولم تقم لجنة دوري المحترفين بإجراء دراسة عن جدوى هذه القاعدة، ومن ثم اتخاذ القرار، إما الإلغاء وإما الاستمرار. أما أنديتنا فظلت تفتش عن هذا الآسيوي «الفلتة» بين أكوام القش، ولما عجزت في العثور عليه، لم يكن أمامها حل سوى التفتيش لدى لاعبيها اللاتينيين عن دماء آسيوية أو عرق، أو البحث عن دول آسيوية تمنحهم المستندات المطلوبة ليصبحوا آسيويين ولكن على الورق. متى سيبدأ اتحاد الكرة في إعادة النظر حول جدوى قاعدة (3+1) والوصول إلى قناعة مفادها أنه لم تتحقق لنا إيجابية واحدة من جراء تطبيقها، وكم سينتظر حتى يدرك أن اللاعب الآسيوي الجيد والذي سيشكل إضافة هو عملة نادرة، وإن وجد فلن تغريه أضواء دورينا المبهرة، وسيكون في طريقه إلى أوروبا حيث المجد والشهرة. إلى متى ستظل أنديتنا تحت رحمة قاعدة أثبتت أن الآسيوي الذي تتعاقد معه ليس بأفضل من اللاعب المواطن، وأن الاتحاد الآسيوي حتى في هذه القاعدة كان يجامل ويحابي الشرق، لذلك رأينا لاعبين يأتون إلى دورينا من شرق آسيا، وفي المقابل لم نجد لاعباً لدينا ذهب أو تلقى عرضاً من هناك. ليس عيباً أن نجرب، وقد نصيب وقد نخطئ، ولكن الاستمرار في الخطأ هو أكبر من الخطأ نفسه، وبعد أربعة مواسم من الممارسة أثبتت قاعدة (3+1) أنها لا تجدي ولا تنفع، ولا تغني ولا تسمن ولا تشبع، ولست أفهم إلى متى وأنديتنا تتنازل عن حقوقها؟، وإلى متى واتحاد الكرة لا يحرك ساكناً وهو يرى وهو يسمع؟، لينطبق علينا المثل الشعبي الشهير: «رابط رأسه بلا وجع».