لفتت نظري كلمة متداولة عند الإخوة «الزولات» السودانيين في معرض التقريع، «نبَّزته» أي وَبَّخته.. وفي «نبزته» صحة في وجه من الوجوه لمعنى للتنابز: النَّبَزُ، بالتحريك: اللَّقَبُ، والجمع الأَنْبازُ. والنَّبْزُ، بالتسكين: المصدرُ. والنبز ككتف: اللئيم في حسبه وخلقه، تقول: نَبَزَهُ يَنْبِزُه نَبْزاً أَي لَقَّبَه، والاسم النَّبَزُ كالنَّزَبِ. وفلا يُنَبِّزُ بالصِّبْيان أَي يُلَقِّبُهم، شدِّد للكثرة. وتَنابَزُوا بالأَلقاب أَي لَقَّبَ بعضهم بعضاً. والتَّنابُزُ: التداعي بالأَلقاب وهو يكثر فيما كان ذمّاً؛ ومنه الحديث: أَن رجلاً كان يُنْبَزُ قُرْقُوراً أَي يلقب بقرقور. وفي التنزيل العزيز: «ولا تَنابَزُوا بالأَلْقابِ» الحجرات 11. قال ثعلب: كانوا يقولون لليهودي والنصراني: يا يهودي ويا نصراني، فنهاهم الله عز وجل عن ذلك؛ قال: وليس هذا بشيء. وقال الزجاج: معناه لا يقول المسلم لمن كان نصرانيّاً أَو يَهوديّاً فأَسلم لقباً يُعيِّرُه فيه بأَنه كان نصرانيّاً أَو يهوديّاً، ثم وكده فقال: بِئْسَ الاسْمُ الفُسُوقُ بعد الإِيمان؛ أَي بئسَ الاسم أَن يقول له يا يهودي وقد آمن، قال: وقد يحتمل أَن يكون في كل لقب يكرهه الإِنسان لأَنه إِنما يجب أَن يخاطب المؤْمن أَخاه بأَحب الأَسماءِ إِليه. قال الخليل: الأَسماءُ على وجهين، أَسماءُ نَبَزٍ مثل زيد وعمرو، وأَسماءُ عامٍّ مثل فرس ورجل ونحوه. والنَّبْزُ كاللَّمْزِ. والنِّبْزُ قشور الجِدام وهو السَّعَفُ. يقول أبو فراس الحمداني في قصيدته «زماني كلهُ غضبٌ وعتبُ»: زمانــي كلــهُ غضــبٌ وعتـــبُ وأنـــتَ عــــليَّ والأيــامُ إلـــبُ وَعَيْـشُ العالَمِينَ لَدَيـْكَ سَـهْلٌ وعيشــي وحـدهُ بفـناكَ صعبُ وَأنـتَ وَأنْـتَ دافـعُ كُلّ خَطْبٍ معَ الخطـبِ الملــمِّ عليَّ خطبُ إلى كَمْ ذا العِقَابُ وَلَيْـسَ جُـرْمٌ وكمْ ذا الاعتــذارُ وليـسَ ذنـبُ؟ فلا بالشـــامِ لذَّ بفــيَّ شـــربٌ وَلا في الأسْـــــرِ رَقّ عَليّ قَلْــبُ فَلا تَحْمــِلْ عَلــى قَلْبٍ جَريــحٍ بهِ لحــــوادثِ الأيــــامِ نـــدبُ أمثلــي تقبــلُ الأقــوالُ فيــهِ؟ وَمِثْلُكَ يَســــْتَمِرّ عَلَيــهِ كِذْبُ؟ جناني ما علمـــتَ، ولي لســانٌ يَقُدّ الدّرْعَ وَالإنْســـانَ عَضــْبُ وزندي، وهوَ زندكَ، ليسَ يكبو وَنَاري، وَهْيَ نَارُكَ، لَيـسَ تخبـو و فـرعي فرعـكَ الـزاكي المعلـى وَأصْـلي أصــْلُكَ الزّاكي وَحَسْــبُ «لإســــمعيلَ» بي وبنـيهِ فخـرٌ وَفي إسْحَقَ بي وَبَنِيــــهِ عُجْــبُ وأعمامي»ربيعـــةُ» وهـيَ صيـدٌ وَأخْـــوَالي بَلَصْفَر وَهْيَ غُلْـــــبُ وفضلـي تعجـزُ الفضـلاءُ عنــهُ لأنكَ أصلهُ والمجــــــدُ تــــربُ فدتْ نفـسي الأميرَ، كأنَّ حظي وَقُرْبي عِنْــــــدَهُ، مَا دامَ قُــرْبُ فَلَمّـــا حَالَـــتِ الأعـدَاءُ دُونـي وأصبحَ بينـنــــا بحـــرٌ و»دربُ» ظَلِلْتَ تُبَــدّلُ الأقْــوَالَ بَعْـدِي ويبلغــــني اغتيابــكَ ما يغــبُّ فقــلْ ما شـئتَ فيَّ فلي لسـانٌ مليءٌ بالثنـــاءِ عليـــكَ رطـــبُ وعاملــني بإنصــــافٍ وظلــــمٍ تَجــِدْني في الجَمِيـــعِ كمَا تَحِبّ