تنقلت بين مدن وإمارات الدولة احتفالاً باليوم الوطني، من أبوظبي مروراً بالعين الى دبي فالشارقة ووصولا الى عجمان، ولم يسعفني الوقت لإكمال الرحلة، فعدت لاكمال تجوالي في ممشى جميرا رزيدنس في دبي، وهو بالمناسبة يحكي قصة أخرى من الابداع والجمال. تتلفت حولك، وأنت في هذه المدينة العظيمة، فترى كل هذه الانجازات وكل هذا الإبداع، فتستغرب من الضجة الاعلامية المبالغ فيها حول اعادة هيكلة شركة تابعة لحكومة دبي، ولا تجد سوى أن تقول عمار يا دار الحي.. دبي مثيرة للجدل دائماً، تثير سخط الحاقدين والحاسدين وغضبهم دائماً، فيبحثون عن سقطاتها وزلاتها، حتى ولو كانت واهية، وفي كل مرة تظهر لهم دبي مبدعة مبهرة من غير سوء.. نتيجة تلك الضجة ظهرت تأثيراتها على أسواق المال المحلية والاقليمية والعالمية، وهذا أيضا أعطى نتيجة عكسية لما كان يتوقعه المغرضون، فقد أثبت أن دبي اليوم هي المعادلة الصعبة في الاقتصاد العالمي، وأن ما يحدث بها يؤثر على اقتصادات وأسواق العالم، ولذلك رأينا كيف هب عدد من المسؤولين الماليين والاقتصاديين من أميركا وأوروبا وآسيا للدفاع عن دبي، ولتأكيد الثقة في اقتصادها، بينما تجد الهجوم من جيرانك متناسين أن اقتصاد دبي اليوم يؤثر على الأسواق العالمية تماماً كما يؤثر على الأسواق الاقليمية. بعض الحاقدين سيموتون غيظا وكمدا لأن دبي تبهر العالم كل يوم بشيء جديد، حتى في ساعة الهجوم عليها تجد العالم يقف للدفاع عنها، وعن اقتصادها العالمي، والقافلة ستستمر في المسير ولن يوقفها عواء الكلاب. وعدت الى أبوظبي للمشاركة في المسيرة الاحتفالية تعبيرا عن حب الوطن، وفي الطريق لم أجد اغنية وطنية واحدة في المحطات الاذاعية المحلية، واستغربت أين ذهب المبدعون والشعراء والملحنون، فالأغنية الوطنية لا بد أن تلهب حماس المستمع، وتبعث مشاعر الوطنية في نفسه، أما ما هو معروض الآن فهو غث لا يسمن ولا يغني من جوع. ووجدتني أدندن بلحن لأغنية وطنية قديمة كان مقطعها «سوف نحمي الاتحاد» كانت ترددها الاذاعات في عهد الباني المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، الذي علمنا كل شيء، وعلمنا كيف نفرح وكيف نعيش بسعادة. وعندما توقفت في محطة البنزين، سألني العامل الآسيوي ان كنت سأذهب الى المسيرة أم لا، وقلت إن الزحام ربما يكون شديدا، فقال لي إنه يوم واحد فقط لن يتكرر. أمل المهيري amal.almehairi@admedia.ae