الوفاق الخليجي انعتاق من شقاق، وميثاق، يكتبه العشاق، بعد أشواق لحلم لابد له أن يزخرف عيون المحبين لهذا المكان الخليجي بزرقة الماء، وصفاء الصحراء، كتاب عربي مبين، يتلوه القراء بشغف ولهف، لأن الدم لا يصير ماء مهما بلغت أسباب الخلاف، فإن الحب كفيل بأن يجعل القلوب بساتين مزهرة ومزدهرة بالثقة، فالأصل في الخليج العربي هو التلاحم والانسجام، ضد كل ما يعكر ويكدر وضد كل ما يسيء ويحيق. فالإخوة في البيت الواحد، يختلفون على إدارة شؤون المنزل، لكن يبقى القاسم المشترك، حبل الوريد الذي يسقي الضلوع ويروي الربوع، ويمنع الأخطار، من هنا وهناك. الوفاق الخليجي، الدلالة على النسيج الواحد، والمعنى في القيم التي تربى عليها أبناء المنطقة منذ الأزل وإلى الأبد، .. والاختلاف في الرأي يؤكد حيوية الدورة الدموية في الجسد الواحد ويثبت أن خليجنا واحد، ودرباً واحد، ومصيرنا واحد، والصحة هي الأصل، والغفوة هي الاستثناء. عندما تسافر إلى أي بلد خليجي، يأتيك اليقين، من تلك «الدشداشة» البيضاء التي ترخي سحابتها الناصعة، عن مضمون وجوهر، وأن العقال أو المعصم، هما حبل الرباط والعروة الوثقى، لإنسان ارتبط بالأرض، وبعقل وعقال، ولجام التعقل، والتحلل من كل ما يسيء ويغبش، لأن البحر الخليجي وهب لناسه ملوحة تدرأ الجرح، وتفتح نافذة للتعافي من أي خلل أو زلل في الجسد. الوفاق الخليجي نقطة الانطلاق إلى غايات ورايات وبدايات، تنير طريقاً وتهدي بريقاً، لعيون طالما اشتاقت إلى ثمرات الأشجار العالية، وطالما تاقت إلى المعالي، كما هي موجات الخليج العربي، الموشوشة عند سواحل الأمل، كما هي النوارس، النابشة عن نبتة الحياة في الأعماق والآفاق.. الوفاق الخليجي، مساحة للضوء، باتجاه غير مشرق متألق، متدفق، متشوق للنهوض، محدق في عيون الفرح.