في الأفلام السينمائية تتوزع الأدوار على الممثلين، وفق قيمتهم الفنية، فهذا الممثل يصلح لأن يكون بطلاً للفيلم باعتباره “نجم شباك” وذلك الممثل لا يجوز له أن يلعب أكثر من دور الكومبارس، وهو دور تكميلي يخدم من خلاله “البطل” ويعزز نجوميته. ولا يختلف الوضع كثيراً في كأس العالم للأندية، فبطل أوروبا وبطل أميركا الجنوبية يلعبان دور البطولة، أما بقية الفرق، رغم كونها أبطال قاراتها، تكتفي بدور الكومبارس. وهذه الوضعية ظهرت على السطح منذ توسيع دائرة المنافسة على لقب البطولة التي كانت عبارة عن مباراة واحدة تقام في اليابان بين بطل أوروبا وبطل أميركا الجنوبية لتحديد من يستحق لقب بطل الانتركونتننتال، وبعد ذلك قرر الاتحاد الدولي تنظيم البطولة بمشاركة أبطال القارات الست، ثم أضيف إليهم الفريق الذي يمثل الدولة المنظمة، تكريماً للمنظمين وضماناً للحضور الجماهيري. على أن تتم تصفية أبطال القارات الأخرى، بعيداً عن أوروبا وأميركا الجنوبية لتحديد من يقابل بطلي القارتين في نصف النهائي. أي أن بطل أوروبا أو بطل أميركا الجنوبية يمكن أن يكسب اللقب بعد مباراتين فقط، وهي ميزة لا تتوفر للآخرين. وفي بداية التجربة ارتضى الجميع هذا النظام من منطلق “شيء أفضل من لا شيء” فالنظام الحالي أفضل من ألا يشارك أبطال القارات الأخرى والاكتفاء بمباراة بين بطلي أوروبا وأميركا الجنوبية. وبمرور الوقت بدأت الأصوات تتعالى لتطالب بتغيير النظام لتوفير العدالة بين الجميع، طالما أن كل فريق مشارك بالبطولة يحمل لقب بطولة قارته، كما أن النظام الحالي يُنهي مهمة الفريق الذي يخسر المباراة الأولى بعد 90 دقيقة فقط، وهنا اسمحوا لنا أن نفترض أن فريق أوكلاند النيوزيلندي بطل أقيانوسيا هو الذي خسر مباراته مع الأهلي، ففي هذه الحالة فإن الفريق سيضطر لمغادرة البطولة والعودة إلى بلاده بعد رحلة استغرقت 34 ساعة ذهاباً وإياباً. وأقترح أن يُعاد النظر في نظام البطولة بحيث يتم تقسيم الفرق المشاركة على مجموعتين، ويصعد أول وثاني كل مجموعة إلى نصف النهائي، ففي هذه الحالة سيلعب كل فريق ثلاث مباريات في الدور الأول، كما أن الفريق الذي سينال شرف الفوز بالبطولة سيلعب 5 مباريات مما يثري مونديال الأندية فنياً وجماهيرياً وإعلامياً. استوقفني تصريح اللاعب دانيال أوريولا نجم فريق أتلانتا المكسيكي صاحب الهاتريك في مرمى أوكلاند سيتي عندما قال إن القاسم المشترك الوحيد بيننا وبين لاعبي برشلونة أننا جميعاً بشر. وأنا أقول له: “معك كل الحق يا صديقي لكنهم يبدون وكأنهم نجوم من كوكب آخر”. وكان الله في عونكم في نصف النهائي.