نعم عفواً منتخبنا الوطني، فمباراتك الودية جداً أمام منتخب الكويت لم تكن في الوقت المناسب، ولا أعتقد أن فريقاً من الممكن أن يستعد لبطولة آسيوية من خلال تجربة تقام في وداع لاعب معتزل!، نكن كل التقدير للاعب المعتزل علي عبد الرضا ونشعر بالامتنان لاختيار منتخب الإمارات لكي يكون طرفاً في هذه المباراة الاحتفالية، لكننا نوجه اللوم لجهازنا الفني ومن قبله الجهاز الإداري، لأن الفصل يكون واجباً بين مباراة تجريبية تكون أساسية في برامج الإعداد وبين مباراة تقام من أجل هدف تكريمي!. وعندما نقول إن الوقت لم يكن مناسباً حيث تزامنت المباراة مع بطولة العالم للأندية، وفي التوقيت نفسه لمباراة برشلونة الأسباني أعظم فريق في العالم حالياً مع فريق أتلانتي المكسيكي في نصف نهائي البطولة على ملعب مدينة زايد الرياضية بالعاصمة أبوظبي، بوجود 41 ألف متفرج في مشهد نادر الحدوث بملاعبنا، وأقول إن مجرد حضور لاعبينا الدوليين لهذا المشهد ولهذه المباراة ربما يحقق فائدة لهم أكثر مما حققته المباراة الودية جداً التي لعبناها أمام المنتخب الكويتي الشقيق في وداع اللاعب عبد الرضا!. من خلال مصادفة بحتة وفي كل أعمدة الرأي المنشورة بـ»الاتحاد الرياضي» أمس الأول بمناسبة وجود بطولة العالم بيننا عقد كل الزملاء مقارنة بيننا وبين هؤلاء الناس، هناك من قارن بين نجومنا ونجومهم، وهناك من قارن بين جماهيرنا وجماهيرهم، ومن قارن بين اختياراتنا واختياراتهم للاعبين الأجانب في إشارة للاعب البرازيلي دينلسون الذي وصل لمرحلة «التوسل» لنادٍ يلعب له بعد أن اتهمه هذا النادي وذاك بأنه لا يصلح، فإذا بالأقدار تعيده نجماً بارزاً في بطولة عالمية عند البشر نفسهم الذين رفضوه!. وهناك من قارن أيضاً بين مفاهيم الكفاح والصمود بيننا وبينهم في إشارة لما قدمه الفريق الآسيوي بوهانج بـ8 لاعبين دون أدنى شعور باليأس، حتى في الزاوية الساخرة «أم صويلح» عقدت هذه الشخصية الكاريكاتورية مقارنة بيننا وبينهم!، وما أود قوله إن بطولة العالم مليئة بالعبر والدروس الحية، وكان لاعبو منتخبنا الوطني أولى بهذه الدروس بخاصة في مباراتي نصف النهائي وفي ظل تنافس الآخرين أمام فريقين بحجم البارسا واستويانتيس الأرجنتيني. إننا لم نستطع إغفال عقد المقارنة بيننا وبينهم على الرغم من علمنا أن المقارنة ظالمة، لكننا نفعل ذلك من باب ضرورة التعلم من تجارب الآخرين، والمقارنة فرضت نفسها بقوة في مباراة منتخبنا أمام الكويت التي تزامنت في كثير من أوقاتها مع مباراة برشلونة وأتلانتي المكسيكي، وكنا مشتتين بين مشاهدة منتخبنا لبعض الوقت ومشاهدة أحداث مباراة ينتظرها العالم وتقام على أرضنا وملاعبنا، كان لابد من الإحساس بالفارق الرهيب بين أدائنا وأدائهم وكرتنا وكرتهم. فمعلوم أن الأشياء تظهر بالتضاد!، وزاد من إحساسنا بتخلف كرتنا عن الركب العالمي أن منتخبنا في مباراته أمام الكويت كان متواضعاً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وكان المدرب كاتانيتش أكثر تواضعاً من فريقه في اختياراته وتغييراته وخططه، خاصة ما فعله في الشوط الثاني