قضية الاستثمار في قطاع السفر والسياحة من القضايا المهمة بالنسبة لصناعة السياحة بشكل خاص واقتصاد الدولة بشكل عام. ومما لا شك فيه أن دولة الامارات استطاعت أن تجتذب رؤوس الأموال المحلية والعالمية للاستثمار في القطاع السياحي، بعد أن وفرت البيئة الملائمة لنمو السياحة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. ولا أحد يختلف على نجاح الإمارات في خلق صناعة سياحة في وقت قصير جداً، بل واستطاعت أن تصبح على رأس هذه الصناعة في منطقة الشرق الأوسط، وبعد أن بلغنا هذه المكانة، ووصلنا إلى هذه المرحلة من النجاح، يبدو أن عملية الاستثمار في القطاع السياحي تحتاج إلى تنظيم وإلى توجيه لتحقيق نتائج أفضل. ويمكننا من خلال نظرة أولية على الاستثمارات السياحية، سنجد أن معظمها يتجه إلى رافد واحد من روافد السياحة، وهو قطاع الفنادق، فقد بلغت أعداد الفنادق في الدولة رقماً كبيراً جداً، وصحيح أن معظمها تقدم مستوى من الخدمة الراقية والتي يشيد بها العالم، إلا أن التركيز على الاستثمار في قطاع الفنادق وبناء فنادق جديدة، قد يؤدي في النهاية إلى نتيجة سلبية، وإلى تراجع حجم الإنفاق السياحي. هناك العديد من القطاعات السياحية الأخرى غير الفنادق التي تحتاج إلى ضخ استثمارات بها، فالسياحة ليست فنادق أو مراكز تجارية فقط، ويجب أن يتم توجيه الاستثمارات أو تنظيمها حتى يجد نزلاء كل هذه الفنادق ما يجعلهم يستمرون في التدفق السياحي على الدولة. السياحة هي صناعة المستقبل بلا أدنى شك، وسوف تزداد نسبة مشاركتها في الدخل الوطني خلال السنوات القادمة، وإذا كنا نراهن عليها كصناعة مستقبلية، فيجب علينا أن نسعى لتنويع المنتج السياحي، والتنويع في المشروعات والاستثمارات السياحية، لضمان مستقبل سياحي أفضل.. وحياكم الله.