ها هو عام جديد من مسيرة التعليم قد انطلق، ليمر الأبناء في طريق العلم والمعرفة، بطموحات وآمال كبيرة، ترنو إلى المستقبل، حيث العمر الجديد وآفاق الطفولة والشباب، وهي تتفتح في مسيرة الزمن، حيث هناك بين ذلك البنيان في فصولة وساحاته يتشكل جيل جديد، نتمنى له أن يكون سليماً ومعافى، وزاخراً بالجمال والقدرة على النظر بعين دقيقة، وبصيرة متسعة، جيل يمكنه أن يخلق الفارق في مشهد الحياة والقبح الذي اتشح العالم. في العام الجديد، ومع الكثير من المبادرات ذات النية الحسنة، التي انطلقت في سبيل بناء جيل قوي معرفياً، نتمنى أن يكون للفن حضور في المدارس بمراحلها المتعددة، وأن يكون حضوره أساسياً، وليس ثانوياً، عبره تتربى الأجيال على الرؤية الجمالية للحياة، وعلى بناء شخصيات متزنة لديها القدرة على الحوار والذائقة العالية للأشياء في حياتهم. نريد مشهداً مسرحياً حقيقياً في المدارس، يشارك فيه كل الطلبة، عبر التمثيل أو عبر المشاهدة، مسرح يحقق قدرات تمثيلية وذائقة مسرحية لدى الطلبة، عبر مسابقة تشارك فيها الفصول والمراحل المدرسية في كل مدرسة على حدة، وذلك بهدف تحقيق أكبر قدر من انغماس الطلبة في العملية المسرحية، من خلال الكتابة والتمثيل والإخراج، بمساعدة متخصصين من أكاديمي المسرح المحلي. وكذلك هي الموسيقى، نتمنى أن تفتح غرف الموسيقى، وتتسع لأعداد كبيرة من الطلبة في كل مدرسة، وأن يتوافر لحصة الموسيقى زخم كبير من الاهتمام، من توفير الآلات، إلى توفير معلمين متمكنين من علم الموسيقى، وعارفين في اكتشاف المواهب وصقلها. الاعتناء بحصص الرسم، عبر دمج الطلبة في هذا الحقل، والتأكيد على كراسة الرسم وأدواته، من خلال جعل هذه الحصة محببة لدى الطلبة، بالخروج بهم إلى الطبيعة أسبوعياً أو شهرياً، ليرسموا، ويعيشوا لحظة حرة مع الفضاء المفتوح والألوان، نتمنى كذلك أن يكون هناك حضور للسينما عبر المسابقات وتربية الشغف بالسينما لديهم. كل ذلك ليس بهدف خلق فنانين في مختلف الحقول الفنية، ولكن لخلق جيل مجرب، يمكنه الاندماج مع الفنون، حيث كما هو ثابت علمياً وعملياً، أن الفنون تقوم بدور كبير جداً في تهذيب النفس، ورفع معدل الوعي، والقدرة على التواصل والحوار مع الآخر، القدرة على صقل الشخصية، وعلى فتح نوافذ واسعة للخيال. والفن والقراءة مجتمعان، يخلقان جيلاً مغايراً، محصناً ضد الكراهية والعنف، جيلاً قادراً على الاستيعاب والتسامح، جيلاً لديه القدرة على الإنتاج في حقول علمية وعملية مختلفة.