بذلك التصميم المهيب البديع المستوحى من سفن الآباء والأجداد الذين جابوا البحار والمحيطات، يقف اليوم مبنى «أوبرا دبي» معلماً ثقافياً وإبداعياً ملهماً شاهداً يضاف إلى درر ُتزّين عقد المنجزات والمكتسبات في وطن الإبداع، إمارات الخير والمحبة، كأول دار للأوبرا في المنطقة. إنجاز يعد ثمرة رؤية طموحة ومثمرة في منطقة تمور بأنواء العواصف والاضطرابات، ومن قطاف مسيرة خير روت ميادين، وقفار، وطرزتها بالمنجزات وعطرتها بالمكتسبات لينتشر أريج عبيرها الفوّاح في سائر العالم، يروي للتاريخ والأجيال عن تجربة ملهمة في بناء الأوطان على أسس من رؤى ثاقبة بهدف أسمى يقوم على إسعاد الإنسان وصنع مجده، اعتماداً على قيم سامية من التلاقح الحضاري، وحسن التعايش والتسامح. كانت المحامل و«الجالبوت» تنتقل بما تحمل من بضائع وبحارة وتجار من ضفاف خليجنا الأغر وسواحل الدولة باتجاه ثغور وبنادر في شرق أفريقيا والهند، وتنثر معها روح المحبة والصداقة بين الشعوب والتعاون وتبادل المنافع. تقف «أوبرا دبي» اليوم شامخة لتفتح صفحة جديدة في سِفر حلقات، ودرر مكونات المنشآت الثقافية، والإبداعية الإماراتية مع اكتمال مشاريع المنطقة الثقافية في جزيرة السعديات، منارات تسطع لتثري الثقافة والحضارة العربية والإنسانية قاطبة، وتضيف نقلة نوعية لمسار العمل الثقافي والفني والإبداعي إجمالاً كنجم جديد في سماء الفكر والإبداع يتلألأ ألقاً وإبداعًا وعطاءً في وجه ثقافة الظلاميين وناشري الإحقاد والكراهية وما جلبوا معهم من ويلات، وخراب ودمار في المجتمعات التي أُبتليت بهم وعانت منهم، وشواهد أفعالهم الرديئة غير بعيدة عنا. «أوبرا دبي» تؤكد أن مسيرة الإمارات حرصت على إيلاء الجانب الثقافي والفني الاهتمام والرعاية الجدير واللائق به، وهو ما أثمر «الحراك الثقافي القوي» الذي قال عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لدى تفقده «أيقونة الإمارات» إنه يسهم في ترسيخ مكانة الإمارات كمنارة للفكر والإبداع على مستوى المنطقة مع الحفاظ على دورها المؤثر في إثراء الحياة الثقافية العربية». وهج منارات الفكر والإبداع والفن التي تسطع من أرض الإمارات، وما تسهم به في الحضارة الإنسانية، هي أبلغ رد عملي على أولئك المرجفين مما يعتقدون أنهم أوصياء على العقول، ومن سلالات حضارات ضفاف الأنهار ليدركوا أن صحراءنا وجزيرتنا مهد للعطاء والإبداع والحضارة.