يجب ألا يمر ما حدث في نادي الشباب مرور الكرام. وتسألني ماذا حدث وماذا تقصد، فأقول إن الفريق الأول لكرة القدم تحول من فريق متهالك يائس إلى فريق قوي متكامل، يستطيع أن يفوز ويملك الآن القدرة على الاستمرار.. وفي داخل هذا الإطار الكبير يطل سؤال آخر يقول، وما هو السر أيضاً في تحول مستوى اللاعبين الأجانب، من لاعبين يفكر النادي في إقصائهم مع الانتقالات الشتوية، إلى لاعبين يسرون الخاطر ويشاركون بفعالية في صنع المشهد الجديد، وبخاصة اللاعب التشيلي فيلانويفا الذي تحول من الضد إلى الضد واقترب جدا من مواطنه الساحر العيناوي فالديفيا! في تقديري الشخصي أن هناك ثلاثة أسباب: أولا الدور الإداري المسؤول في نادي الشباب، فهي، أي الإدارة، بعد أن أجبرتها ظروف الفريق المتدنية على إبعاد المدرب الكفء البرازيلي سيريزو، أخطأت عندما فكرت بمنطق التغيير دون أن تخسر شيئاً، وعندما تراءى لها أن هذا المنطق سيؤدي إلى حدوث ما لا يحمد عقباه لأسباب كثيرة ربما لا يكون المدرب عبدالوهاب عبدالقادر مسؤولاً عنها وحده، تحركت على وجه السرعة للتعاقد مع مدرب برازيلي جديد تماماً على البلد والمنطقة، وكان ذلك فيه الكثير من المغامرة، إلا أنها كما علمت كانت محسوبة بدقة، وبخاصة أنها أوجدت حلاً في كيفية معالجة عدم إلمام المدرب بظروف الفريق والمنافسة المحلية وساعدها على ذلك التوقيت المناسب لحدوث التغيير وتهيئة الأجواء للمدرب الجديد من خلال تسفير الفريق خارج الحدود حتى يتعرف على فريقه دون ضغوط الداخل ويبدأ في معالجة القصور الفني والبدني. ثانياً: لا يمكن لأحد أن ينكر الدور الكبير للاعبين المواطنين، فقد كان واضحاً للغاية أنهم كانوا يتحلون بروح المسؤولية خلال فترة التحول بالمعسكر القطري، وحسب علمي أنهم تعاهدوا على بذل جهود مضاعفة من أجل معاونة أنفسهم ومدربهم من أجل استعادة لياقتهم الفنية والبدنية في أسرع وقت ممكن، ولعل ذلك يكشف السر وراء عودة اللاعبين الأجانب إلى مستواهم الحقيقي، وهناك قاعدة أحسب نفسي شديد الإيمان بها، وهي “أنه كلما ارتقى مستوى اللاعبين المواطنين، ارتقى مستوى اللاعبين الأجانب، وليس العكس كما يظن الكثيرون ومن بينهم مدربون ومحللون” ! ثالثاً: أن المدرب الجديد البرازيلي باولو يعد سبباً رئيسياً لهذا التحول الذي يعيشه نادي الشباب حالياً، والذي برز بصورة دقيقة في مباراة الفريق أمام الأهلي تحديداً؛ لأن هناك من رفض حسبة فوز الشباب على النصر للمدرب البرازيلي، لكن ومع تقديرنا لهذا الرأي الصائب، إلا أن بصمات المدرب كانت واضحة للعيان في مباراة الأهلي، في التشكيل وفي تغيير وظائف بعض اللاعبين، وبخاصة ريناتو الذي لعب لأول مرة كلاعب ارتكاز وحقق نجاحاً كبيراً وأيضاً في أسلوب إدارته للمباراة، إن هذا المدرب لفت انتباهي قبل أن يبدأ من خلال تصريح أدلى به بمجرد وصوله، حيث قال” لم أقطع آلاف الأميال من البرازيل إلى الإمارات من أجل أن أخسر” وقال أيضاً أيامها أنه سيبذل كل جهده من أجل التعرف على نواقص الفريق وتلافيها بمساعدة المخلصين الذين سيعملون معه ويقربون عليه المسافة”. ظني أن هذا المدرب الذي أبدى من اليوم الأول ثقة في النفس قد أفاد فريق الشباب من خلال ارتفاع مستوى اللاعبين المواطنين وإعادة الثقة للاعبين الأجانب، لا سيما أنهم وجدوا معاونة صادقة من بقية زملائهم.