مسؤول أميركي يقول: «إن إجراءات دفن بن لادن بدأت في الساعة (05:10 بتوقيت غرينتش)، واستمرت 50 دقيقة، وقد جرت الشعائر الدينية على سطح حاملة الطائرات «كارل فينسن» في بحر العرب، وغُسّل المتوفى، ثم لفّ في كفن أبيض، ووضع الجثمان في كيس، ثم تلا ضابط كلمات دينية، ترجمها آخر إلى العربية، ووضع الجثمان على لوح مسطح، وألقي في البحر». أمنية بن لادن كما كان يقول لأتباعه: «أن يموت ويحشر في بطون السباع»، لكن الأميركان اختاروا له نهاية لم يكن يتوقعها حسب روايتهم التي هي أقرب إلى حكاية سينمائية، مدعين أنهم لجأوا للبحر، بعد أن ضاقت بجثته الأرض، وحسب الشريعة الإسلامية، والحقيقة أنها كانت طريقة قديمة لوداع الميت، كانت تقوم بها بعض القبائل البدائية، خاصة لموتاهم من المحاربين، حيث يعتقدون بقدسية وطهارة الماء أكثر من التراب ودوابه، لذا يرسلون جثته على لوح خشبي مع سلاحه، وبعض الورود، وتأخذه الريح كيفما شاءت، أو يتخطفه الطير. هل أرادت أميركا أن تتخلص من بن لادن وجثته بهذه السرعة، احتراماً للشريعة الإسلامية، واحتراماً للموت، ولكيلا يقدسه أصحابه الذين هم ضد المقابر والتقديس؟ يصعب تصديق ذلك، فالرجل إما صديق يعطى هذه الموتة الأسطورية، وإما العدو رقم (1)، وهذا يخضع لأساليب مختلفة، منها السري والعلني، لذا يصعب تصديق أن الجثة لم تنقلها طائرة شحن عسكرية، لمزيد من البحوث والدراسات للتعرف على العقل «الإجرامي» وعقلية «الشر»، وهذا أمر معروف في تاريخ أوروبا وأميركا والاتحاد السوفييتي السابق، فكثير من الزعماء تتبعوا رؤوسهم، حتى نبشوها من قبورها، وأخضعت للاختبارات والتجارب، مثل مخ: «هتلر، وستالين» وعتاة المجرمين الأميركيين، وهو الأمر عينه مع العباقرة مثل: «اينشتاين»، وغيره من العلماء والموسيقيين والفلاسفة، والسؤال الآخر. هل قضى الأميركان على «بن لادن» تلك الليلة؟ أم مات منذ فترة بسبب الفشل الكلوي الحاد؟، وأرادوا أن يصبغوا على أنفسهم بطولة لم يشهدها أحد غيرهم، وجمّلوها تقنياً وسينمائياً، حيث كان الرئيس أوباما وفريقه يتابعون العملية من البيت الأبيض تلفزيونياً، هل تمت تصفية «بن لادن» من قبل أتباعه كوصية نهائية معروفة، كانتحار جماعي أجازوا فعله لكيلا يقع أسيراً في يد الأعداء، بدليل الطلقة الوحيدة في الرأس، وتبدل رواية القتل، مرة بيده سلاح، ومرة أعزل، ومرة تستر وراء امرأة، لعلها أسئلة مفتوحة على الغد، وعلى سر تلك العملية التي استغرقت 40 دقيقة، ودفن «جيرونيمو» أي العدو، في 50 دقيقة!