لم يشأ اتحاد كرة القدم أن يطوي عام 2009 آخر صفحاته دون أن يحتفي بعنصرين من أهم عناصر اللعبة الشعبية الأولى في الإمارات، وهما المدربون المواطنون والحكام، بعد أن جرت العادة أن يستأثر اللاعبون بالتقدير والتكريم، وهي رسالة ذات مغزى تؤكد أن اتحاد الكرة حريص على تثمين جهود كل عناصر اللعبة. وبالتأكيد فإن المدربين المواطنين أبلوا بلاءً حسناً عام 2009 وأثبتوا أنهم عند حسن الظن بهم عندما قادوا المنتخبات السنية بنجاحات مشهودة آسيوياً ودولياً، حتى أن منتخب الشباب بقيادة مهدي علي كان قاب قوسين أو أدنى من تحقيق إنجاز تاريخي بالوصول للمربع الذهبي في مونديال “مصر 2009” كما قاد المدرب علي إبراهيم منتخب الناشئين للدور الثاني في مونديال “نيجيريا 2009” ونجح بدر صالح في قيادة منتخب الناشئين بتشكيلته الجديدة للفوز ببطولة الخليج والتأهل لنهائيات آسيا، وكذلك في قيادة منتخب الشباب “الجديد” للنهائيات القارية أيضاً، مما يجسد قوة وصلابة القاعدة الكروية الإماراتية، لاعبين ومدربين. وعندما يعلن اتحاد الكرة 2010 عاماً للمدرب الوطني فإن معنى ذلك أن دعماً لا محدوداً ينتظر التدريب الوطني، والمهم أن تستوعب الأندية أيضاً تلك المفاهيم الجديدة وأن تمنح هؤلاء المدربين ثقتها لتولي تدريب الفرق الأولى أو على الأقل تُلزم كل مدرب أجنبي بالاستعانة بمدرب وطني ضمن جهازه الفني لإثراء التجربة ومنحها الزخم الذي تستحقه. ولم يكن التحكيم الإماراتي أقل حظاً من قطاع التدريب، حيث بادر الاتحاد إلى تكريم العاملين بهذا القطاع الحيوي تقديراً لدورهم وجهدهم في تشريف التحكيم الإماراتي محلياً وخارجياً، وتكمن أهمية هذا التكريم في أنه يأتي بعد العقوبة التي تعرض لها حكمنا الدولي محمد عمر “آسيوياً”، وفي ذلك رسالة أيضاً بأن التحكيم الإماراتي بخير وأنه قادر على العودة للأجواء المونديالية مجدداً، بعد أن غاب عن مونديال الأندية بالإمارات وسيغيب عن مونديال 2010 بجنوب أفريقيا. جاء في البيان النصراوي الأخير أن “العميد” سيعود عميداً لأندية دولة الإمارات، وأقول لمن كتب ذلك البيان إن النصر هو عميد أندية الإمارات بحكم أنه الأقدم والأعرق، حيث تأسس عام 1945، وأنه سيحتفظ بهذه الصفة، حتى لو هبط لدوري الدرجة الأولى - لا قدر الله - ولا فضل لأي إدارة حديثة للنادي في هذا اللقب الذي يعود الفضل فيه لمن أسس القلعة الزرقاء وليس من تعاقب على إدارتها بعد ذلك! وسنكون أول من يهنئ الأسرة النصراوية، إذا استعاد الأزرق توهجه مرة أخرى، بعد أن طال الغياب! في ليلة الوداع نقول لعام 2009: نودعك.. بأفراحك.. وأتراحك.. نودعك بلحظاتك الحلوة والمُرّة. وسنذكرك بكل الخير عندما نستعيد المشاهد الإماراتية في 4 مونديالات متتالية في ثلثك الأخير.. وحتى إذا لم يحقق الأهلي طموحاتنا في مونديال الأندية، فيكفينا فخراً أن كأس العالم للأندية حط الرحال لأول مرة في أرض عربية، وأن أول مباراة رسمية يلعبها فريق برشلونة “هارلم كرة القدم” على أرض عربية كانت في ضيافة العاصمة أبوظبي. وسنذكرك بكل الخير.. عندما نستعيد مشاهد الجولة الختامية لبطولة العالم لـ “الفورمولا 1” التي استضافتها “حلبة الأحلام” في جزيرة ياس في مشهد لن يبرح ذاكرة البطولة. وسنودعك بكل ألم الفراق لنجم المنتخب ونادي النصر سالم سعد. وسنودعك بكل ألم الفراق لنجم الفيكتوري محمد ماجد الروم وزميله جون مارك شيز. وسنودعك بكل ألم مباراتي مصر والجزائر بكل ما خلفتهما من “كراهية” بين الأشقاء. ودعوات إلى الله بأن يكون عام 2010 أروع وأجمل من سابقه. وكل عام وقراء “الاتحاد” بألف خير.