لِمَ لا تكون لدى العاصمة سيارات أجرة شبيهة بسيارات الأجرة في لندن مثلاً؟ المتميزة بحجمها ولونها وصديقة للبيئة والتي يمكن أن يركبها عضو في البرلماني البريطاني، مثلما يركبها السائح والفنان وعارضة الأزياء والساكن، تتميز بنظافتها ورحابتها وخدماتها الميسرة، وتهذيب سائقيها·
لِمَ لا تكون لدينا مثل شركات سيارات الأجرة في باريس والمدن الأوروبية، العاملة بالهاتف والمتوفرة على مدار اليوم والساعة؟ أو مثل سيارات الأجرة في سنغافورة أو هونغ كونغ أو حتى الصين، حيث يوجد شباك فاصل بين السائق والراكب، يضمن به احترام الخصوصية، فالسائق غير مضطر لسماع حديث الركاب، ورنين هواتفهم وحديثهم التلفوني، لكيلا لا يشغله عن قيادته أي ضجيج، والركاب غير مجبرين أن يدلقوا بأسرار أعمالهم وعلاقاتهم كلما ركبوا سيارة أجرة أو يخفضوا أصواتهم حد الهمس لكيلا يتنصت عليهم سائق غريب، وليسوا مستعدين أن يتحملوا رغي بعض السواقين الثرثارين، ولا سماع شرائط الأغاني التي يصرّ سواقو أجرة أبو ظبي أن يسمعوها للركاب بالبشتو أو الأوردو أو حتى أشرطة القرآن الكريم·
إن ما ينطبق على سيارات أجرة المدينة، يجب أن ينطبق على السيارات العاملة في المطارات، وبصورة أكثر تشدداً، حيث يجب تدريب هؤلاء السواقين على بعض المهارات واختبار المعلومات أو توفير لهم دورات منتظمة لكيفية التعاطي مع الزائر الغريب والجديد، وبلاش منه شغل حلب والقامشلي ومطار القاهرة، والمفاصلة أو خليه علينا هذه المرّة أو اللي تجيبه يا بيه فهنا لابد من التعليمات الواضحة والصارمة، فمن يخدش الصورة التي في ذهن الواصل في دقائق، ليس كمن تعب على بنائها لسنوات طويلة·
سواقو المطار يجب أن يؤهلوا قبل أن يخدموا في مكان حساس كهذا، منها معرفتهم بتفاصيل المدينة والخدمات والمرافق العامة التي فيها وبعض المعلومات السياحية البسيطة، وقبل كل ذلك أن يزودوا بقائمة أسعار التوصيل لمختلف الأماكن وتكون مختومة من الجهة الرسمية الصادرة عنها وواضحة تماماً للقادم، وكذلك توفير خدمة البطاقات الائتمانية المعروفة وخريطة المدينة وبعض الكتيبات الإرشادية والسياحية التي توفرها لهم دائرة السياحية أو الترويج السياحي أو الفنادق الكبرى العاملة مجاناً·
كذلك يمكن أن تتوفر في سيارات الأجرة العدادات الأتوماتيكية التي تخدم في المدينة وخارجها وفق التسعيرات المقترحة للمناطق القريبة والبعيدة والنائية والتعرفة المختلفة وفق أيام الإجازات والأعياد أو في النهار أو الليل المتأخر، كل تلك الأمور هي حق لمؤسسة المواصلات وللسواقين العاملين يوم إجازاتهم وفي ساعات ليلهم، وهي واجب عليها أيضاً أن توفرها للزبون للمعرفة والاطمئنان بأنه لم يخدع أو يغش أو تعرض لابتزاز رخيص·
اليوم·· سيارات الأجرة هي جزء من سياحة المدينة وجزء من نهضتها الحضارية وخدماتها السهلة والميسرة والعصرية، سيارات الأجرة اليوم·· مرآة المدينة النظيفة·· لذلك خليه يولي تكسي مال أرباب ·