في أول ليلة من العام الجديد توجهت لإحدى الجمعيات، فوجدت الرفوف الخاصة بالحليب والعصائر خاوية ، لمت نفسي معتقداً أن السبب يعود لتأخري، ونسيت أن هناك من لا ينسى تنفيذ تهديده ووعيده، فما أن حانت الدقيقة الأولى من اليوم الأول للسنة الجديدة إلا وطبق'اشاوس' إنتاج الألبان والعصائر ما خططوا له، وفرضوا علينا التسعيرة التي يطالبون بها، ليس هذا فحسب بل'منوا' بصبرهم علينا طيلة الفترة الماضية التي قالوا إنها كبدتهم خسائر' فادحة'!·ولم يكن أمام الجمهور إلا الدفع بالتي هي أحسن كالعادة ، لا سيما وأن الأمر يتعلق بسلعة مهمة وأساسية لفلذات الأكباد على وجه الخصوص·
لقد جاء رفض مجلس الوزراء الموقر للتكتلات التجارية معبراً عما يدور في صدور الجميع الذين يحذوهم الأمل أن يتبلور هذا الرفض ويتخذ طريقه لردع أي تكتل مماثل قد يفكر في لي ذراع المستهلكين بهذا الأسلوب الذي لا اعتقد أن الاتحاد الاستهلاكي نفسه قادر على مواجهته حتى وإن ناشد الناس اعتماد البدائل·
و لفت احد الأصدقاء نظري لاحتيال بعض شركات إنتاج الحليب، وهو يقول إن سعر عبوة ليترين من الحليب الطازج الذي تنتجه يباع في السعودية بستة ريالات، بينما تطالبنا هنا بدفع احد عشر درهماً للعبوة ذاتها، وقد أصبحت تقوم بإنتاجها داخل الإمارات!·
الواقع أن عيار بعض المنتجين والموردين قد فلت ،وهو يصيب جيوب المغلوبين على أمرهم، والذين يحيّون رفض مجلس الوزراء متطلعين لتدخل حاسم في الاتجاه ذاته لردع هؤلاء الذين لا يوفرون فرصة وإلا يستغلونها لشفط ما في الجيوب من دون أي اعتبار إلا لمصالحهم الخاصة فقط ،ومن بعد الطوفان !!·